نبض الإنسانية الخالد..

كتب عاشوراء

 صفحة عاشوراء

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

   

 العودة الى فهرس الكتاب

 

الثقافة الحسينية/ الفصل الرابع: نظرات نقدية في أدوات الثقافة الحسينية

حول المنبر الحسيني*

 

س1 : ما هو التقييم الواقعي حول المنبر الحسيني في البحرين من حيث التعاطي مع الواقع المجتمعي؟

ج : عندما نلقي نظرة تقيمية لواقع المنبر الحسيني الذي يكثّف جهوده على مدى عشرة أيام وفي ثلاثة أوقات من اليوم، فإن ذلك التقييم سيختلف من واقع لآخر ففي بعض المناطق يمكننا أن نعطي ذلك الدور درجة الامتياز، خصوصاً في أداء بعض الخطباء المتميزين

وعندما ننظر للمنبر الحسيني في البحرين فإننا لابد أن ننظر لعدة جهات لكي يكون التقييم دقيقاً ومنصفاً، تلك الجهات تنطلق من الدور المفترض للمنبر والذي يمكن أن يؤديه من رسالة على المستوى المجتمعي، وتلك الرسالة مرتبطة بشكل مباشر بالقضية الحسينية .

من تلك الأدوار هو جعل الوجدان الشعبي مرتبطاً ومتفاعلاً مع القضية الحسينية في جانب المأساة، هذا الدور الذي يجعل حرارة القضية بكل قيمها مشتعلة، لتمهد للارتباطات الأخرى كمدخل لأبعادها المختلفة، كما أن لهذا الجانب الثواب الكبير للفرد نفسه، حيث أنه يواسي أصحاب المأساة في كل عام وهم الرسول الأعظم (ص) وأهل بيته وقد ورد في الروايات المأثورة عن أهل البيت (ع) أن للبكاء على الإمام الحسين الثواب الكبير .

التقييم في جانب المأساة نراه يصل إلى مستوى الامتياز، حيث أن الأدوات التي يتطلبها لا تحتاج إلى كثير جهد، سوى بعض المؤثرات الفنية والتصوير الأدبي .

أما إذا نظرنا لرسالة المنبر الحسيني في جانبه التوعوي والتثقيفي بالقضية الحسينية وبأهدافها وبمنطلقاتها التي تشكل الإسلام في عمقه، فهذا الدور متراجع، لأننا لا نلاحظ بحوثاً جديدة تقدّم في هذا الجانب، إلا في حالات نادرة، وتزداد الموضوعات ندرة فيما يمكن أن يؤديه المنبر من دور على مستوى الواقع، وبالمتغيرات الخارجية التي تمر على المجتمع .

هذا الجانب لا شك أنه متراجع ولعل أهم سبب هو أن هذا الدور يحتاج من الخطيب إلى قدرة ثقافية تستوعب الحاجة، وتتماشى مع المستوى المعرفي للمجتمع، ليتمكن من إضافة مادة جديدة ومتناسبة .

والمنبر الحسيني يعتبر ثروة هائلة وأمانة على الخطباء أن يتحملوها ويستفيدوا منها بأكبر قدر ممكن .

 س2: ما هي الرؤية التي تطوّر أساليب المنبر الحسيني ليكون أكثر قدرة على التعايش مع معطيات التطوّر التقني من حيث إدخال الفيديو والكمبيوتر ..؟

ج2 : بخصوص علاقة المنبر الحسيني بالتطوّر التقني يمكن أن نتصوّرها في حدود النقل، لتصل المادة الملقاة إلى أبعد مدى ممكن، وهذا حاصل في كثير الحسينيات حيث تنقل بشكل مباشر المحاضرات على الإنترنت .. إلا أننا يمكن أن نتصوّر دوراً أكبر من ذلك لبرامج الحسينيات وهي المفهوم الأوسع من المنبر الحسيني الذي ينحصر في أداء الخطيب، أما الحسينيات فإنها مؤسسة تقوم بعدّة فعاليات خلال موسم عاشوراء، هنا يمكن أن تدخل التقنية لتعبّر عن القضية الحسينية بأشكال مختلفة، على هيئة برامج كمبيوترية، والأداء التمثيلي والمسرحي، وهذا بدأ به البعض، ونأمل أن يأخذ مداه في النمو .

 س3:ما هو مدى الربط بين القضية الحسينية والواقع السياسي والاجتماعي المعاش؟

ج 3: لاشك أن انطلاق القضية الحسينية كان لإصلاح واقع فاسد كان قائماً، وهي لم تحصر نفسها في فترة تاريخية محدودة، لتكون كأي واقعة من وقائع التاريخ، بل إنما ما تمتاز به القضية الحسينية أنها انطلقت لإصلاح الواقع على مدى كافة العصور، باعتبار من قام بها هو إمام معصوم وتحركه يمثّل منهجاً متكاملاً للأجيال التي تقتدي به

من هذه العقيدة فإن الواقع المجتمعي الذي يوالي الإمام الحسين (عليه السلام) يرتبط في جميع تحركاته الحياتية والمطلبية والسياسية والاجتماعية بهذه القضية، ويستمد منها مفاهيمه للتحرّك نحو حقوقه مثلاً، ويستمد منها ضرورة البحث عن العدالة والسعي لتحقيقها، ويرفض كافة أشكال الظلم والتمييز، هذا ما قام من أجله الإمام الحسين (ع)، وهذا ما يحاول أن يطبّقه موالو الإمام (ع) في حياتهم فمن الطبيعي أن تؤثّر هذه القضية المباركة وتكون دافعاً ومنطلقاً للحركة المجتمعية التي تعيش الولاء للحسين (ع) .


* أجرى االحوار: آسيا أحمد / لجريدة الأيام / العدد 5114/ محرم 1424هـ