نبض الإنسانية الخالد..

كتب عاشوراء

 صفحة عاشوراء

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

   

 العودة الى فهرس الكتاب

 

الثقافة الحسينية/ الفصل الثاني: في سبيل ثقافة ولائية

الإمام الحسين (ع)

ووعي الانتماء

 

 إن معرفة الإمام الحسين (عليه السلام) تمثل بعداً مهماً في المعرفة الولائية، وفي الإيمان بشكل عام، ومن أجل التقدّم خطوة في طريق تكوين ثقافة ولائية حسينية صادقة تتجه في اتجاه دعم القيم الكبرى للدين، وتنسكب في وعاء التقوى، لتكون غير متناقضة أو متضاربة فيما بينها، لابد من جعل معرفة الإمام الحسين (عليه السلام) بداية ومنطلق، ونلّمح في هذا الموضوع إلى خطوط عامة لمعرفة الإمام الحسين (عليه السلام)، الذي بمعرفته تعرف حركته وقيمتها، لأن الثورة الحسينية إنما هي مؤتمرة بأمر الإمام، ومرسومة بيده، وقد تحركت تحت نظره، فجسّد كل قيم الإسلام التي كان يحملها في تلك المسيرة التي نستطيع أن نصفها بالمسيرة الحسينية الربانية.

إن أهم ما يمكن أن نعرفه عن الإمام الحسين (عليه السلام) ومقامه الكوني والإنساني، هو ما قد بلّغه الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) في حياته للناس، وأكد عليه تأكيداً مستمراً في أوساط المسلمين، وقد اغتنم كل فرصة ليخبرهم بفضله ومكانته، وهذا الفعل من الرسول (صلى الله عليه وآله) إنما يدل على أهمية هذه الشخصية بالنسبة للمسلمين، بل ومحوريتها في حياتهم، والكلمات النيرة التي أطلقها الرسول (صلى الله عليه وآله) لهي خير شاهد على ذلك.

 

باب الجنة

لقد خلق الله تعال الجنة والنار، وجعل لكل واحدة منهما شروطاً وأفعالاً، فمن يستحق الجنة هم المتقون والصالحون، يقول تعالى : (ومن عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فألوئك يدخلون الجنة)[1]، ومولاة الإمام الحسين (عليه السلام) تمثل باباً من أبواب الجنة، فقد قال (صلى الله عليه وآله) : (ألا وإن الحسين باب من أبواب الجنة، من عاداه حرّم الله عليه ريح الجنة..)[2].

 

معدن الرسالة

وتأصيلاً لمسيرة الإمام الحسين (عليه السلام) وبيان ماهيتها ونهجها قال الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) : (حسين منى وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينا، حسين سبط من الأسباط)[3]، فيكون الإمام الحسين هو امتداد للرسول وحركته امتداد لحركة الرسول، وأهداف الإمام هي نفسها أهداف الرسول، وهذا ما يدل عليه قوله (صلى الله عليه وآله) : (وأنا من حسين)، حيث يعمل الإمام على إحياء الرسالة واستمرارية نهجها، ولذلك قال الإمام الحسين (عليه السلام) : (إنا أهل بيت النبوة ومعدن الرسالة..)[4].

 

وارث الأنبياء والرسل

لقد أعطي الإمام الحسين (عليه السلام) خصيصة عظيمة، وهي أنه ورث الأنبياء والرسل، ليس بأموالهم بالطبع، بل بإمكاناتهم ومقامهم ودورهم في الحياة وفي  الناس، واجتمعت فيه خصائصهم مجتمعين، وهانحن نردد في زيارته (عليه السلام) (السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وراث نوح نبي الله، السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله ..).

 

مصباح الهدى وسفينة النجاة

إن الإمام الحسين (عليه السلام) (باب الجنة ) و(معدن الرسالة)، ولكنه بالنسبة لنا (مصباح هدى)، و (سفينة نجاة)، كما في الحديث عن النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) : (والذي بعثني بالحق نبياً إن الحسين بن علي في السماء أكبر منه في الأرض، وانه مكتوب عن يمين عرش الله (مصباح هدى وسفينة نجاة)[5].

فالمصباح كاشف للحقائق، والحقائق التي يكشفها الإمام الحسين (عليه السلام) هي حقائق الهدى، وهي الحقائق الإلهية المتجلية في القرآن الكريم، حيث قال الله تعالى : {ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين}، والهدى من الله تعالى، وهو (عليه السلام) سفينة نجاة عند الملمات ومواجهة أمواج اللوابس من الأفكار وغيرها.


[1] سورة غافر ، آية 40

[2] من شعاع الإمام الحسين (ع)، للإمام الشيرازي

[3] حياة الإمام الحسين (ع) ، باقر شريف القرشي.

[4] نفس المصدر.

[5] بحار الأنوار ، ج91 ، ص184، ح1