ملحمة بطولة وجهاد عز..

عودة إلى صفحة عاشوراء >>

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

 
 

عاشوراء الدم ... عاشوراء الشهادة

مسعود عكو

أية ثقافة تصدر إلينا؟ أية حرب تقام علينا؟ أية ضريبة ندفعها بدمائنا؟ سوى سياسة الدم وضريبة الموت فأين الدين وأين المتدينون منها ألا يتوجب الوقوف عليها وتبيان المواقف واستنكار هذه الجرائم بحق الشعب العراقي الذي بات هذا الكفر وهذا الجرم لا يفرق فيها بين العربي والكوردي وبين المسلم والمسيحي وبين الشيعي والسني ووضعوهم في خانة واحدة منفذينً في حقهم أبشع أنواع الجرائم وأخطر أنواع الإرهاب.

ماذا يعني القتل في يوم تحريمه؟ألا يبتعد هذا القاتل عن الدين؟ – لو كان منفذها يدعي الديانة- ألا يحرم الحرب والقتل في شهر الله الحرام؟ ألا يحرم الصيد وقتل الحيوان فيها دون البشر؟ سوى انه لا يدين ولا ينتمي إلى أية رابطة روحانية سواءً كانت ديانة سماوية أو حتى أبدعها البشر ولا يختلف كلا الطرفين في هذا ويحرم القتل والإجرام والاتجار باسم الديانة ويتفقون على ذلك.

إن السياسة التي تنتهج وتمارس بدقة متناهية في التخطيط لهذه العمليات الانتحارية تضعنا كلنا في موضع الشك حيث يقف العقل عن التفكير ونتهم كل من أمامنا بارتكاب هذه الجرائم ولكن علينا التريث والتفكير طويلاً قبل أن تحسب علينا واحدة كهذه فالأمر متعلق بسياسة موجهة إلى تدمير العراق وتحويله إلى واحة من الدم فتتصارع عليها كل وحوش الأرض دون أي رقابة أو تأنيب لضمائرهم التي باعوها بثمن بخس.

سؤال يتوجب علينا الإجابة عليه: من هو منفذ هذه العمليات؟ أيعقل أن يكون عراقي مسلم فهذا منافي للدين والشريعة الإسلامية ويتعارض مع مفهوم الوطنية العراقية أيادي خفية تلعب بمصير الملايين من العراقيين الذين لم تلتئم جراحهم من أنياب الوحشية الصدامية التي قاد بها البلاد على بحور من الدماء وجبال من الجماجم وأضرم في القلوب نيراناً لا تنطفئ أبداً إلا بمرور مئات السنين هل يكون مسيحياً وأين سماحة السيد المسيح هل يكون .... هل يكون!!!!!!

يحتار المرء في أمور هذه التفجيرات الدقيقة والحساسة والتي تأخذ غالباً توقيتاً حرجاً يكون فيه العراقيون محتفلين أو مجتمعين في نقطة معينة وتأتي أسراب تلك الحشرات فتفجر أنفسها ليحصد بذلك المئات من القتلى والجرحى ويستمر النزيف العراقي بالسيل في أودية الموت وأنهار الخوف دون أن يردع هذا القاتل من أي شيء ولا يأبه لأي أمر ولا يحسب أي حساب مستمراً في سفك الدماء والقتل والتدمير.
ما كان ظن الشيعة بان احتفالهم بعاشوراء الحسين عليه السلام سيكون ملطخاً بالدماء الطاهرة ولكن تلك الأيادي هي نفسها التي قتلت الحسين وتأتي اليوم لتقتل كل الشعب العراقي باسم الإرهاب المنظم وسياسة الدم المهدور والروح الرخيصة التي تقتل بأسماء كثيرة تارة باسم الدين وأخرى باسم القومية وأخرى باسم الطائفية فأي يوم كان هذا اليوم الدموي والذي دفع فيها العراقي المسكين دمه فداء عاشوراء جديدة.

إن القاتل لا يفرق في الدين ولا يفرق في القومية والانتماء الإثني ولكن له خطة مرسومة يسير عليها و ليس ببعيد أن يقوم بعمليات أخرى وفي أمكنة مختلفة ومناسبات شتى لأن هذه السياسة الدموية القذرة لا تتوقف ولا تشبع ولا يسكت أنينها المرعب بسفك دماء هؤلاء فقط بل مستعدة أن يضحوا بكل الشعب العراقي ولا يكبح هذا الجماح أي رادع أو خوف أو وجل هم براء من الإنسانية ومن الضمير ولا ندري ما هو مرادهم فالقاتل لا يفرق أحداً بل يسير وهو يحلم بالقتل والغدر ولا يأبه أن يكون المقتول كوردي أو عربي فقط أن يكون من أبناء العراق لأن مبتغاه الوحيد تدمير العراق وهتك أعراض أبنائه واستباحة دمائه.

كل ذلك ولا يعطي الفاجعة حقها فلا بكاء يفي بالغرض ولا الويل والصراخ يهدأ من روع الجريمة فقط الحذر والحيطة من هؤلاء القتلى المستوردين لسياسة القتل والانتقام والسعادة في وجه الدم النازف من كل العراق الذي لم ينعم في حياته بيوم من الطمأنينة والسلامة والحرية وطالما كان يدفع فواتير من الدماء لجلاوزته وقتلته الكثيرين على مر التاريخ وهو العراق في بحور هذه الدماء التي تنزف منذ ألاف السنين وكأنها ضريبة يدفعها وقرابين يقدمها لهؤلاء القتلى .

شهداء هم اللذين قتلوا في يوم عاشوراء كما كان سيد الشهداء وسيدفع العراق شهداء أكثر في سبيل أن ينعم بقية أبنائه بسلام وأمن وحرية كان دائماً فاقدها ومحروماً منها وليس له الحق في امتلاكها.

شبكة النبأ المعلوماتية/ ملف عاشوراء 1425هـ