نبض الإنسانية الخالد..

كتب عاشوراء

 صفحة عاشوراء

المرجعية الدينية

شارك في الكتابة

مجلة النبأ

الصفحة الرئيسية

   

 العودة الى فهرس الكتاب

 

من قضايا النهضة الحسينية /أسئلة وحوارات / القسم الأول

ملحقات

 

1/ شهداء الفتح الحسيني

 (وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤوها وفتحت أبوابها وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين ..)(1).

 

1/ الزيارة المنسوبة للإمام الحجة ، والتي تحتوي على أسماء شهداء كربلاء :

جاء في كتاب إقبال الأعمال للسيد ابن طاووس الحسني :

فيما نذكره من زيارة الشهداء في يوم عاشوراء رويناها باسنادنا الى جدي أبي جعفر محمد

بن الحسن الطوسي رحمة الله عليه ، قال حدثنا الشيخ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عياش قال : حدثني الشيخ الصالح أبو منصور بن عبد المنعم بن النعمان البغدادي رحمة الله عليه ، قال : خرج من الناحية سنة اثنتين وخمسين ومائتين على يد الشيخ محمد بن غالب الاصفهاني رحمه الله ، حين وفاة أبي رحمه الله ، وكنت حديث السن ، وكتبت أستأذن في زيارة مولاي أبي عبد الله عليه السلام وزيارة الشهداء رضوان الله عليهم فخرج إلي منه : بسم الله الرحمن الرحيم . إذا أردت زيارة الشهداء رضوان الله عليهم فقف عند رجلي الحسين عليه السلام ، وهو قبر علي بن الحسين صلوات الله عليهما ، فاستقبل  القبلة بوجهك ، فإن هناك حومة الشهداء ، وأوم وأشر إلى علي بن الحسين عليه السلام ، وقل :  السلام عليك يا أول قتيل ، من نسل خير سليل ، من سلالة إبراهيم الخليل ، صلى الله عليك وعلى أبيك ، إذ قال فيك : ( قتل الله قوما قتلوك يا بني ، ما أجرأهم على الرحمان ، وعلى انتهاك حرمة الرسول ، على الدنيا بعدك العفا ) كأني بك بين يديه ماثلا ، وللكافرين قائلا :

 أنا علي بن الحسين بن علي            نحن ، وبيت الله أولى بالنبي

    أطعنكم بالرمح حتى ينثني                 أضربكم بالسيف ، أحمي عن أبي

ضرب غلام هاشمي عربي             والله لا يحكم فينا ابن الدعي .

 حتى قضيت نحبك ، ولقيت ربك أشهد أنك أولى بالله وبرسوله ، وأنك ابن رسوله ( وحجته ودينه ) وابن حجته وأمينه . حكم الله لك على قاتلك : مرة بن منقذ بن النعمان العبدي ، لعنه الله وأخزاه ومن شركه في قتلك ، وكانوا عليك ظهيرا ، وأصلاهم الله جهنم وساءت مصيرا، وجعلنا الله من ملاقيك ومرافقيك ، ومرافقي جدك وأبيك وعمك وأخيك ، وأمك المظلومة ، وأبرأ إلى الله من قاتليك ، وأسأل الله مرافقتك في دار الخلود ، وأبرأ إلى الله من أعدائك أولي الجحود . السلام عليك ورحمة الله وبركاته .  .

  السلام على عبد الله بن الحسين الطفل الرضيع ، المرمي الصريع ، المتشحط دما ، المصعد دمه في السماء ، المذبوح بالسهم في حجر أبيه ، لعن الله راميه حرملة بن كاهل  الأسدي و ذويه .

  السلام على عبد الله بن أمير المؤمنين ، مبلي البلاء ، والمنادي بالولاء في عرصة كربلاء، المضروب مقبلا ومدبرا ، لعن الله قاتله هاني بن ثبيت الحضرمي  .

  السلام على العباس بن أمير المؤمنين ، المواسي أخاه بنفسه ، الآخذ لغده من أمسه ، الفادي له الواقي ، الساعي إليه بمائه ، المقطوعة يداه . لعن الله قاتليه ، يزيد بن الرقاد (وقاد ) الحيتي ، وحكيم بن الطفيل الطائي  .

  السلام على جعفر بن أمير المؤمنين ، الصابر بنفسه محتسبا ، والنائي عن الاوطان مغتربا ، المستسلم للقتال ، المستقدم للنزال ، المكثور بالرجال ، لعن الله قاتله هاني بن ثبيت الحضرمي  .

  السلام على عثمان بن أمير المؤمنين ، سمي عثمان بن مظعون ، لعن الله راميه بالسهم خولى بن يزيد الاصبحي الايادي ، والاباني الدارمي  .

 السلام على محمد بن أمير المؤمنين قتيل الاباني الدارمي لعنه الله وضاعف عليه العذاب الاليم . وصلى الله عليك يا محمد وعلى أهل بيتك الصابرين .

 السلام على أبي بكر بن الحسن الزكي الولي ، المرمي بالسهم الردي ، لعن الله قاتله عبد الله بن عقبة الغنوي .

السلام على عبد الله بن الحسن بن علي الزكي ، لعن الله قاتله وراميه حرملة بن كاهل  الأسدي.

السلام على القاسم بن الحسن بن علي المضروب هامته ، المسلوب لامته حين نادى الحسين عمه ، فجلى عليه عمه كالصقر ، وهو يفحص برجله التراب ، والحسين يقول : بعدا لقوم قتلوك ، ومن خصمهم يوم القيامة جدك وأبوك ، ثم قال : عز والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك ، أو يجيبك وأنت قتيل جديل فلا ينفعك ، هذا والله يوم كثر واتره ، وقل ناصره . جعلني الله معكما يوم جمعكما ، وبوأني مبوأكما ، ولعن الله قاتلك عمرو بن سعد بن نفيل الازدي وأصلاه جحيما ، وأعد له عذابا أليما .

 السلام على عون بن عبد الله بن جعفر الطيار في الجنان ، حليف الإيمان ، ومنازل الاقران، الناصح للرحمن ، التالي للمثاني والقرآن ، لعن الله قاتله عبد الله بن قطبة النبهاني .

 السلام على محمد بن عبد الله بن جعفر الشاهد مكان أبيه ، والتالي لأخيه ، وواقيه ببدنه ، لعن الله قاتله عامر بن نهشل التميمي .

السلام على جعفر بن عقيل ، لعن الله قاتله ( وراميه ) بشر بن خوط الهمداني .

السلام على عبد الرحمن بن عقيل لعن الله قاتله وراميه عمر بن خالد بن أسد الجهني .

 السلام على القتيل بن القتيل ، عبد الله بن مسلم بن عقيل ولعن الله قاتله عامر بن صعصعة، وقيل : أسد بن مالك .

السلام على أبي عبد الله بن مسلم بن عقيل ولعن الله قاتله وراميه عمرو بن صبيح الصيداوي .

السلام على محمد بن أبي سعيد بن عقيل ولعن الله قاتله لقيط بن ناشر الجهني .

 السلام على سليمان مولى الحسين بن أمير المؤمنين ولعن الله قاتله سليمان بن عوف الحضرمي .

السلام على قارب مولى الحسين بن علي .

 السلام على منجح مولى الحسين بن علي .

السلام على مسلم بن عوسجة  الأسدي القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف . أنحن نخلي عنك ؟ وبم نعتذر إلى الله من أداء حقك ، ولا والله حتى أكسر في صدورهم رمحي ، وأضربهم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي ولا أفارقك ، ولو لم يكمن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ثم لم أفارقك حتى أموت معك ، وكنت أول من شرى نفسه وأول شهيد من شهداء الله قضى نحبه ، ففزت ورب الكعبة ، شكر الله لك استقدامك ومواساتك إمامك إذ مشى إليك وأنت صريع فقال : يرحمك الله يا مسلم ابن عوسجة ، وقرأ ( فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ) لعن الله المشتركين في قتلك عبد الله الضبابي وعبد الله بن خشكارة البجلي .

 السلام على سعد بن عبد الله الحنفي القائل للحسين وقد أذن له في الانصراف : لا نخليك حتى يعلم الله أنا قد حفظنا غيبة رسول الله صلى الله عليه واله فيك ، والله لو أعلم أني أقتل ثم أحيا ثم أحرق ثم أذرى ،  ويفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتى ألقى حمامي دونك ، وكيف لا أفعل ذلك ، وإنما هي موتة أو قتلة واحدة ، ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها أبدا . فقد لقيت حمامك وواسيت إمامك ، ولقيت من الله الكرامة في دار المقامة ، حشرنا الله معكم في المستشهدين ، ورزقنا مرافقتكم في أعلى عليين .

 السلام على بشر بن عمر الحضرمي . شكر الله لك قولك للحسين وقد أذن لك في الانصراف: أكلتني إذن السباع حيا إذا فارقتك ، وأسأل عنك الركبان ، وأخذلك مع قلة الاعوان لا يكون هذا أبدا .

السلام على يزيد بن حصين الهمداني المشرقي القاري المجدل . السلام على عمران بن كعب الانصاري .

 السلام على نعيم بن عجلان الانصاري .

 السلام على زهير بن القين البجلي القائل للحسين عليه السلام وقد أذن له في الانصراف : لا والله لا يكون ذلك أبدا ، أأترك ابن رسول الله صلى الله عليه وآله أسيرا في يد الاعداء وأنجو أنا ؟ لا أراني الله ذلك اليوم .

السلام على عمرو بن قرظة الانصاري .

السلام على حبيب بن مظاهر  الأسدي .

السلام على الحر بن يزيد الرياحي .

 السلام على عبد الله بن عمير الكلبي .

السلام على نافع بن هلال البجلي المرادي .

 السلام على أنس بن كاهل  الأسدي .

 السلام على قيس بن مسهر الصيداوي .

 السلام على عبد الله وعبد الرحمان ابني عروة بن حراق الغفاريين .

 السلام على جون مولى أبي ذر الغفاري .

 السلام على شبيب  بن عبد الله النهشلي .

 السلام على الحجاج بن يزيد السعدي .

 السلام على قاسط وكرش ابني زهير التغلبيين ، السلام على كنانة بن عتيق .

 السلام على ضرغامة بن مالك .

 السلام على جوين بن مالك الضبعي .

 السلام على عمرو بن ضبيعة الضبعي .

 السلام على زيد بن ثبيت القيسي .

 السلام على عبد الله وعبيد الله ابني يزيد بن ثبيت القيسي .

 السلام على عامر بن مسلم .

 السلام على قعنب بن عمرو النمري .

 السلام على سالم مولى عامر بن مسلم .

 السلام على سيف بن مالك .

 السلام على زهير بن بشر الخثعمي.

 السلام على بدر بن معقل الجعفي .

 السلام على الحجاج بن مسروق الجعفي .

 السلام على مسعود بن الحجاج وابنه .

السلام على مجمع بن عبد الله العائذي .

 السلام على عمار بن حسان بن شريح الطائي .

 السلام على حيان بن الحارث السلماني الازدي .

 السلام على جندب بن حجر الخولاني .

 السلام على عمرو بن خالد الصيداوي . السلام على سعيد مولاه .

 السلام على يزيد بن زياد بن المظاهر الكندي .

 السلام على زاهر مولى عمرو بن الحمق الخزاعي .

 السلام على جبلة بن علي الشيباني .

 السلام على سالم مولى بني المدنية الكلبي .

السلام على أسلم بن كثير الازدي .

 السلام على قاسم بن حبيب الازدي.

 السلام على عمر بن الاحدوث الحضرمي .

 السلام على أبي ثمامة عمر بن عبد الله الصائدي .

 السلام على حنظلة بن أسعد الشبامي .

 السلام على عبد الرحمن بن عبد الله بن الكدن الارحبي .

 السلام على عمار بن أبي سلامة  الهمداني .

 السلام على عابس بن شبيب الشاكري . السلام على شوذب مولى شاكر .

 السلام على شبيب بن الحارث بن سريع .

 السلام على مالك بن عبد الله بن سريع .

 السلام على الجريح المأسور سوار بن أبي حمير الفهمي الهمداني .

 السلام على المرتث معه عمرو بن عبد الله الجندعي .

 السلام عليكم ياخير أنصار . السلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار ، بوأكم الله مبوأ الأبرار، أشهد لقد كشف الله لكم الغطاء ، ومهد لكم الوطاء وأجزل لكم العطاء ، وكنتم عن الحق غير بطاء ، وأنتم لنا فرط ، ونحن لكم خلطاء في دار البقاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(2).

 

2/ المصير الأسود لمجرمي كربلاء

  ( وكان عاقبة أمرها خسرا ) (3) .

يحرص القرآن الكريم في إيراده لقصص الأقوام على التركيز على عواقب الأمور ، فيؤكد دائما أن ( تلك الدار الأخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض ولا فسادا والعاقبة للمتقين ) (4)، ولكي لا يعمي الواقع الراهن أبصار الناس بزخارف أصحاب المال ومظاهر قوة ذوي السلطان ، فإنه يأمر الناس بأن يسيروا في الأرض فينظروا لا إلى الآثار وإنما إلى العاقبة والنهايات ( قل سيروا في الأرض فانظروا كيف كان عاقبة المجرمين )(5).

ذلك أن المشكلة التي تعترض الكثير من الناس هو أنهم يريدون أن يروا النتائج عاجلة ، فييأسوا مع تأخرها من نصر الله ، بينما ينصحهم القرآن بأن ينظروا إلى سنن الله في الذين خلوا من قبل ، وهذه السنة لن تخطئ من يعاصرونهم من الظالمين والمجرمين .

وفي قضية كربلاء شاهد صدق على سنة الله في الظالمين , وبرهان حق على أن ( العاقبة للتقوى ) . انظر إلى تأريخ القتلة والمشاركين في الظلم ، لم يمر عقد من الزمان إلا وقد تنشبت بهم أنياب أعمالهم فأصبحوا في وهق خطاياهم السابقة . وهلكوا غير مأسوف عليهم من أحد .

وهذه النتائج لأولئك الأشخاص الذين قاموا بالجرائم حرصا على دنياهم ورغبة في بقائهم ، فلا متع الدنيا حصلوا عليها ولا البقاء أتيح لهم ، فكما قلنا ما مر عقد من الزمان إلا وقد ابتلعت الأرض أجسادهم ، وفرقت عن الأجسام رؤسهم . بل ربما لو لم يرتكبوا تلك الجرائم لحصلوا على متع من الدنيا كثيرة ، ولعمروا أكثر مما صاروا إليه .

* يزيد بن معاوية بن أبي سفيان : المسؤول الأول عن قتل الامام الحسين عليه السلام ..عجيب أن كتب التأريخ قد أغفلت كيفية هلاكه ، وكأن ذلك كان عقاب التأريخ لمن قام بما قام به من أجل أن يبقى فإذا به في بدايات عمره  من حيث السن ( 38 سنة ) يهلك بنحو يختلف فيه حتى عاد أمر هلاكه مجهولا . فقد نقل في ترجمة اللهوف  ( إلى اللغة الفارسية ) ما حاصله : أنه قد خرج للصيد فاعترضه غزال وظل يطارده إلى أن انفرد عن عسكره وحرسه ، ووصل إلى خباء واستسقى صاحبه ماء فسقاه وعرفه على اسمه ، فلما عرفه قام إليه الأعرابي ليقتله انتقاما للحسين عليه السلام ، فهرب يزيد وتعلق في هذه الأثناء بالركاب ولم يستطع الاستواء على فرسه فظل هذا الفرس وهو مسرع يضرب به كل حجر ومدر حتى هلك إلى لعنة الله .(6) ومر غيره على مصرعه لاعنا إياه ، فـأكثر من تعرض لحديث رسول الله القائل بأن من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله ( البعض قال : إنه في الدنيا ، وقال آخرون إنه إذابته في النار ، وجمع قسم ثالث بين الأمرين )  ذكره في هذا الموضع مع مسلم بن عقبة المري .. هل مجهولية مصرعه جزء من الإذابة؟ فقد ذكر في فيض القدير بعد أن تعرض لشرح الحديث قال : قال القاضي عياض : وهذا حكمه في الآخرة بدليل رواية مسلم أذابه الله في النار أو يكون ذلك لمن أرادهم بسوء في الدنيا فلا يمهله الله ولا يمكن له سلطانا بل يذهبه عن قرب كما انقضى شأن من حاربهم أيام بني أمية كعقبة بن مسلم فإنه هلك في منصرفه عنها ثم هلك يزيد بن معاوية مرسله على أثر ذلك (7).

وقال الطبري : هلك يزيد بن معاوية وكانت وفاته بقرية من قرى حمص يقال لها حوارين من أرض الشام لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة 64 وهو ابن ثمان وثلاثين سنة في قول بعضهم .(8) وبهلاكه انتهى الحكم من الفرع الأموي السفياني ، حيث لم يبق ابنه معاوية في الحكم غير شهرين !!

*عمرو بن سعيد بن العاص المعروف بالاشدق : والي المدينة ـ الذي عينه يزيد بعد الوليد بن عتبة ـ والذي مال شدقه لكثرة سبه أمير المؤمنين عليه السلام ، حتى إذا جاءه خبر قتل الحسين عليه السلام ونودي بقتله ، لم يُسمع بواعية كواعية بني هاشم ، هنااستخفه الطرب، وأمالته الشماتة.. وتمثل بقول القائل :

عجت نساء بني زياد عجة   كعجيج نسوتنا غداة الارنب ..

لم يمر عليه إلا تسع سنوات حتى كان رأسه معزولا عن بدنه . وعاقبته هي ما يذكرها المؤرخون ، فإن عبد الملك لما أحكم أمر الشام ، ووجه روح بن زنباع الجذامي  فلسطين شخص عن دمشق ، حتى صار إلى بطنان يريد قرقيسيا لمحاربة زفر بن الحارث ، وأمر ابن الزبير على حاله ، فلما صار إلى بطنان من أرض قنسرين أتاه الخبر بأن عمرو بن سعيد بن العاص قد وثب بدمشق ، ودعا إلى نفسه ، وتسمى بالخلافة ، وأخرج عبد الرحمن بن عثمان الثقفي خليفة عبد الملك بدمشق  وحوى الخزائن وبيوت الاموال ، فعلم عبد الملك أنه قد أخطأ في خروجه عن دمشق ، فانكفأ راجعا إلى دمشق ، فتحصن عمرو بن سعيد ، ونصب له الحرب ، وجرت بينهم السفراء ، حتى اصطلحا وتعاقدا ، وكتبا بينهما كتابا بالعهود والمواثيق والإيمان على أن لعمرو بن سعيد الخلافة بعد عبد الملك ، ودخل عبد الملك دمشق وانحاز مع عمرو بن سعيد أصحابه ، فكانوا يركبون معه إذا ركب إلى عبد الملك .

 ثم دبر عبد الملك على قتل عمرو ، ورأى ان الملك لا يصلح له إلا بذلك ، فدخل إليه عمرو عشية ، وقد أعد له جماعة من أهله ومواليه ومن كان عنده ممن سواهم ، فلما استوى لعمرو مجلسه قال له : يا أبا أمية ! إني كنت حلفت في الوقت الذي كان فيه من أمرك ما كان ، أني متى ظفرت بك وضعت في عنقك جامعة ، وجمعت يديك إليها . فقال : يا أمير المؤمنين ! نشدتك بالله أن تذكر شيئا قد مضى . فتكلم من بحضرته ، فقالوا : وما عليك أن تبر قسم أمير المؤمنين ؟

 فأخرج عبد الملك جامعة من فضة ، فوضعها في عنقه ، وجعل يقول :

 أدنيته مني ليسكن روعه * فأصول صولة حازم مستمكن

 وجمع يديه إلى عنقه ، فلما شد المسار جذبه إليه ، فسقط لوجهه ، فانكسرت ثنيتاه ، فقال : نشدتك الله ، يا أمير المؤمنين ، أن يدعوك عظم مني كسرته إلى أن تركب مني أكثر من ذلك، أو تخرجني إلى الناس فيروني على هذه الصورة ! وإنما أراد أن يستفزه فيخرجه ، وكان على الباب من شيعة  عمرو بن سعيد نيف وثلاثون ألفا منهم عنبسة بن سعيد ، فقال له : أمكرا أبا أمية ، وأنت في الانشوطة ؟ وليس بأول مكر ، إني والله لو علمت أن الامر يستقيم ، ونحن جميعا باقيان ، لافتديتك بدم النواظر ، ولكني أعلم أنه ما اجتمع فحلان في إبل إلا غلب أحدهما . وقتله وفرق جمعه ، وطرح رأسه إلى أصحابه ، ونفى أخاه عنبسة إلى العراق ، وكان ذلك سنة 70 هـ ..

* عبيد الله بن زياد : قال ابراهيم الاشتر القائد العسكري لجيش المختار الثقفي بعد انتهاء المعركة بينهم وبين جيش ابن زياد في سنة 67 هـ  : قتلت رجلا شرقت يداه  وغربت رجلاه تحت راية منفردة على شاطئ نهر خازر فالتمسوه فإذا هو عبيد الله بن زياد قتيلا ، ضربه فقده نصفين .

قتلة الحسين عليه السلام واصحابه وهم ممن شارك في المعركة مباشرة (9):

1/ عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي(10): وقد قتل القاسم بن الحسن عليهما السلام فلم يبرح الموقعة ، إذ أن الحسين جلى كالصقر لاستنقاذ القاسم ابن أخيه ، بينما راحت خيل بني أمية لاستنقاذ عمرو هذا ، فاستقبلته بصدورها ووقع تحت حوافرها وهلك في مكانه. 

2/ عمرو بن الحجاج الزبيدي : وهو الذي كان على شريعة الفرات في أربعة آلاف فارس لمنع أصحاب الحسين من الوصول إليها والشرب منها . هرب في أثناء القتال من جيش المختار الثقفي فركب راحلته ثم ذهب عليها فأخذ في طريق شراف وواقصة فلم ير حتى الساعة كما يقول الطبري في حوادث سنة 66 ، فلا يدرى أرض بخسته أم سماء حصبته !!

3/ شمر بن ذي الجوشن :هرب من الكوفة حتى إذا وصل قرية  تسمى الكلتانية فوجد علجا هناك فضربه وقال : النجاء بكتابي هذا إلى مصعب بن الزبير فمضى العلج حتى دخل قرية فيها أبو عمرة ، ورأى علجا آخر فأخذ يشكو إليه ما لقي من شمر وسمعه رجل من أصحاب أبي عمرة ورأى كتابه فسأل عن مكانه فدل عليه وذهبوا إليه فقتلوه .

4/ عبد الله بن أسيد بن النزال الجهني

5/ مالك بن النسير البدي

6/ حمل بن مالك المحاربي : هربوا إلى القادسية فأرسل المختار خلفه ، وجيء بهم إليه فقال : يا أعداء الله وأعداء كتابه وأعداء رسوله وآل رسوله أين الحسين بن علي ؟ أدوا إلي الحسين قتلتم من أمرتم بالصلاة عليه في الصلاة ، قالوا : بعثنا ونحن كارهون فامنن علينا واستبقنا ، فقال : فهلا مننتم على الحسين واستبقيتموه وسقيتموه .. فسأل البدي : انت صاحب برنسه ؟ قيل له نعم : فقال : اقطعوا يدي هذا ورجليه ودعوه فليضطرب حتى يموت ففعل به ذلك وترك .وقدم الآخران فقتلا .

7/ زياد بن مالك

8/ عمران بن خالد

9/ عبد الله بن قيس الخولاني

10/ عبد الرحمن بن أبي خشكارة البجلي

أدخلوا على المختار فقال يا قتلة الصالحين لقد أقاد الله منكم ! لقد جاءكم الورس (11) بيوم نحس . وكانوا قد أصابوامن الورس الذي كان مع الحسين فقدموا في السوق فضربت أعناقهم .

11/ عثمان بن خالد الدهماني

12/ بشر  بن سوط القابضي وكانا قد اشتركا في دم عبد الرحمن بن عقيل بن أبي طالب وفي سلبه ، فقدما في موضع بئر الجعد فقتلا وأحرقا . 

13/ خولى بن يزيد الأصبحي بعث خلفه معاذ بن هانئ بن عدي ( ابن أخي حجر ) فجاؤوا بيته ، وسألوا امرأته فقالت لا أدري ـ وأشارت بيدها إلى موضعه ـ فوجدوه قد وضع قوصرة على رأسه .. فجاؤوا به إلى المختار وأحرق بالنار .

14/ عمر بن سعد : وكان قد أخذ الأمان من المختار وأعطاه ذلك ( ..إلا أن يحدث حدثا ) فكان أبو جعفر يقول : أما أمان المختار لعمر بن سعد ألا يحدث حدثا فإنه كان يريد به إذا دخل بيت الخلاء فأحدث . فأمر أبا عمرة فقتله ثم قتل أبنه حفص .

15/ حكيم بن الطفيل السنبسي وهو من قطع يد ابي الفضل العباس وقيل إنه ضربه بعمود من حديد ، ورمى الإمام الحسين عليه السلام وكان يقول تعلق سهمي بسرباله وما ضره شيء فقبض عليه وأراد أهله أن يوسطوا أحدا عند المختار ، فقال من قبض عليه لعبد الله بن كامل نخشى أن يشفع الأميرُ عدي بن حاتم في هذا الخبيث ، فدعنا نقتله فقال شأنكم به ، فنصبوه غرضا ورموه بالسهام إلى أن هلك .

16/ مرة بن منقذ العبدي : أحاطوا بداره ، فضربه ابن كامل بالسيف ولكن استطاع الهرب ولحق بمصعب ثم شلت يمينه فيما بعد .

17/ زيد بن الرقاد ( الجنبي ) وكان قال رميت منهم فتى بسهم وإنه لواضع كفه على جبهته يتقي النبل فاثبت كفه فيها وهو عبد الله بن مسلم بن عقيل ، فأحاطوا بداره وخرج عليهم مصلتا بسيفه فقال بن كامل لا تضربوه بسيف ولا تطعنوه برمح ولكن ارموه بالنبل ، وارجموه بالحجارة ففعلوا به ذلك ، وسقط على الأرض وبه رمق فأخرقوه بالنار .

18/ عمرو بن صبيح الصدائي : وكان يقول لقد جرحت فيهم وطعنت بعضهم وما قتلت منهم أحدا فجيء ليلا وهو على سطح داره فأخذ أخذا .. وسجن إلى الصباح ثم قال ابن كامل للمختار : ‘إنه يقول أنه قد جرح في آل محمد وطعن فمرنا بأمرك فقال " علي بالرماح فأمر أن يطعن بها حتي يموت .

19/ الحصين بن نمير التميمي الذي كان من طلائع القادة الذين قاتلوا مسلم بن عقيل في الكوفة وقد اسر جنوده عبد الله بن يقطر وسلموه لابن زياد حتى قتل، وكان له دور سيء في كربلاء وقد هلك في المعركة التي دارت بين جنود المختار وبين جيش بني أمية فقد حمل شريك بن جدير التغلبي على الحصين بن نمير فقتله .

20/ محمد بن الأشعث قتل في حملة مصعب بن الزبير على جنود المختار في الكوفة .

21/ حرملة بن كاهل  الأسدي : صاحب السهم المثلث والذي رمى به كبد الحسين عليه السلام ، والسهم الآخر الذي رمى به عنق طفله الرضيع ، تقول الرواية أنه قد أخذه المختار فقطع يديه ورجليه ، وأحرقه بالنار .

22/ سنان بن أنس النخعي : الذي احتز رأس الحسين عليه السلام على بعض الروايات ، أو حمله إلى ابن زياد ، تقول بعض الروايات التاريخية أنه كان من جملة من قبض عليهم أيام انتصار المختار وقد قطع جنود المختار أنامله ، ثم قطع يديه ورجليه وأحرق بالنار  كما ذكر ذلك السيد بن طاووس في اللهوف . غير أن الطبري ذكر أنه كان قد طلب في الكوفة فهرب إلى البصرة ، فهدم المختار داره . ويظهر من المنتخب من ذيل المذيل للطبري وكذا من ترجمة الامام الحسين لابن عساكر : أنه كان موجودا إلى أيام الحجاج الثقفي ، فقد قال الحجاج : من كان له بلاء فليقم !! فقام قوم فذكروا وقام سنان بن أنس فقال: أنا قاتل الحسين !! فقال بلاء حسن .  ورجع إلى منزله فاعتقل لسانه وذهب عقله فكان يأكل ويحدث مكانه !!

 


(1) سورة الزمر: 73.

(2)  ناقش المرحوم آية الله شمس الدين في كتابه أنصار الحسين عليه السلام ، الزيارة من الناحية السندية ، وتأمل فيها من جهة أنها إما أن يكون تأريخ صدورها المذكور في أولها غير دقيق ، أو أنها ليست منسوبة للإمام الحجة .. فقال : .. والتاريخ المذكور للزيارة ، وهو سنة اثنتين وخمسين ومائتين ، لا يتفق مع نسبتها إلى الناحية ، والمعني بهذا المصطلح هو الامام الثاني عشر من أئمة أهل البيت ، فقد ولد الامام المهدي ( ع ) سنة 256 ه‍ أو 255ه‍ـ ، وتوفي والده الامام الحسن العسكري ( ع ) في اليوم الثامن من شهر ربيع الاول سنة 260 ه‍ـ وقد تنبه الشيخ المجلسي إلى هذه الاشكال ، فقال في البيان الذي عقب به على الزيارة : ( واعلم أن في تاريخ الخبر إشكالا ، لتقدمها على ولادة القائم عليه السلام بأربع سنين . لعلها كانت اثنتين وستين ومائتين ، ويحتمل أن يكون خروجه ( الخبر ) عن أبي محمد العسكري عليه السلام . وإذن فنحن ، بسبب هذا التعارض بين تاريخ صدور الزيارة ونسبتها أمام خيارين . الاول تأخير تاريخ صدورها عشر سنين فتكون قد صدرت سنة (262ه‍ـ . ) بدلا من ( 252 ه‍ـ ) وعلى هذا فيمكن الحفاظ على نسبتها إلى الامام الثاني عشر. الثاني التخلي عن نسبتها ، والمحافظة على تاريخها بافتراض أنها صادرة عن الامام الحادي عشر أبي محمد العسكري ( ع ) . وقد جزم التستري بهذا الافتراض فقال : (..والمراد بالناحية فيه ( الخبر ) لا بد أن يكون العسكري ( ع ) ، لان الحجة لم يكن ولد في تلك السنة .

أقول : يظهر أن ما ذهب إليه المحقق التستري رحمه الله هو الأقرب ، بالرغم من أن لفظ الناحية إذا أطلق فإنه يقصد منه صاحب العصر والزمان عجل الله فرجه الشريف ، إلا أننا وجدنا في كتب الحديث والمصادر الرجالية أيضا التعبير عن غير الامام الحجة بلفظ الناحية ، مما يسهل أمر حمل اللفظ على الاحتمال الثاني وهو أنها صادرة عن الامام العسكري عليه السلام , والذي كان أيضا في فترات معينة يتعامل مع شيعته بنحو غير مباشر ، تمهيدا للمرحلة القادمة وتعويدا لهم على التعامل مع إمام مستور . فنحن نرى أن هذا اللفظ قد  استعمل من قبل الامام الجواد عليه السلام للإشارة إلى أمر التشيع فقد نقل  الشيخ الطوسي عن داود أبي هشام الجعفري ، قال ، قلت لابي جعفر عليه السلام : ما تقول في هشام بن الحكم ؟ فقال : رحمه الله ما كان أذبه عن هذه الناحية . أي المذهب .. أو الامام . ونقل الكليني رضوان الله عليه في الكافي عن علي بن عبد الغفار قال دخل العباسيون على صالح بن وصيف ودخل صالح ابن علي وغيره من المنحرفين عن هذه الناحية على صالح بن وصيف عندما حبس أبا محمد عليه السلام ، فقال لهم صالح : وما أصنع قد وكلت به رجلين من أشر من قدرت عليه ، فقد صارا من العبادة والصلاة والصيام إلى أمر عظيم ، فقلت : لهما ما فيه ؟ فقالا : ما تقول في رجل يصوم النهار ويقوم الليل كله . ويحتمل فيه أن المقصود هو انحرافه عن خط الامامة أو عن الامام العسكري عليه السلام . وحين يتحدث الشيخ الصدوق عن ابراهيم بن محمد الهمداني يصفه بأنه وكيل الناحية مع أنه لم يدرك الامام الحجة بل ولا العسكري وإنما هو من  أصحاب الرضا والجواد والهادي فقد قال في  من لايحضره الفقيه ::

ابراهيم بن محمد الهمداني من أصحاب أبي الحسن الهادي عليه السلام ووكيل الناحية ثقة جليل والطريق إليه حسن كالصحيح بابراهيم   بن هاشم . وأما العلامة في الخلاصة فقد استعمل لفظ الناحية للدلالة على الائمة الحجة و العسكري والهادي فقال : محمد بن علي بن ابراهيم بن محمد الهمذاني - بالذال المعجمة - روى عن ابيه ، عن جده ، عن الرضا ( عليه السلام ) ، وكان محمد وكيل الناحية ، وابوه علي وكيل الناحية ، وجده ابراهيم بن محمد وكيل الناحية  . ويتحدث السيد بن طاووس عن داود بن القاسم ( أبي هاشم الجعفري ) باعتباره وكيل الناحية الذي لا تختلف الشيعة فيه ، وقد كان من أصحاب الجواد والهادي والعسكري عليهم السلام ، وكان وكيلا لهم وتوفي بعد شهادة الامام العسكري بسنة تقريبا ..

(3) سورة الطلاق: 9.

(4) القصص 83.

(5) النمل 69.

(6) اللهوف في قتلى الطفوف ( فارسي )/  263 مع أن الكاتب قد نقل الرواية عن أبي مخنف إلا أننا لم نجد في الطبري الذي ينقل عن ابي مخنف أكثر روايات المقتل ما هو مذكور أعلاه .

(7) فيض القدير بشرح الجامع الصغير  ج 6.

(8) تاريخ الطبري ج 4

(9) تم الاعتماد بشكل أساسي على تاريخ الطبري ج 3 . ولسنا في صدد مناقشة كيفية الجزاءات التي تعرض لها أولئك القتلة وإنما في صدد بيان أنه ( بشر القاتل بالقتل ولو بعد حين ) وأن لا يتصور المجرم بأنه يستطيع أن يفلت من آثار عمله .

(10) الغريب أن أخاه عبد الله بن سعد بن نفيل الأزدي كان ممن خرج مع التوابين بل هو من رؤسائهم  ,واستشهد بعد سليمان والمسيب ، كما استشهد معه أخوه الآخر خالد بن سعد بن نفيل . راجع الطبري

(11) الورس : نبت أصفر يكون باليمن يتخذ منه الغمرة للوحه ، تقول أورس المكان / عن الصحاح للجوهري .

ويظهر أنه من بقايا ما أخذه الإمام عليه السلام ـ وهو حقه حيث هو الولي الشرعي دون يزيد ـ من القافلة التي أرسل بها بها بحير بن ريسان الحميري إلى يزيد بن معاوية ، وكان عامله على اليمن ، وكانت محملة بالورس والحلل ، فلقيها الحسين عليه السلام في منطقة التنعيم أول خروجه من مكة متجها إلى العراق . وخيّر أصحاب الابل قائلا :  لا أُكرهكم ، من أحب أن يمضي معنا إلى العراق أو فينا كراءه وأحسنا صحبته ، ومن أحب أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكراء على قدر ما قطع من الأرض  . فمن فارقه منهم حوسب فأوفى حقه ، ومن مضى منهم معه أعطاه كراءه وكساه .