q
قال سناتور في وفد من الكونجرس الأمريكي إن الوقود الإيراني الذي تشحنه جماعة حزب الله إلى لبنان تصاحبه تعقيدات، جاء ذلك في وقت قالت وزارة الكهرباء العراقية إن امدادات الغاز الإيرانية للمنطقتين الوسطى والجنوبية انخفضت من 49 مليونا إلى ثلاثة ملايين متر مكعب يهدد بنقص خطير للكهرباء...

قال سناتور أمريكي خلال زيارة لبيروت يوم الأربعاء إن لبنان في حالة "سقوط حر" ويجب ألا تصبح قصته "قصة مرعبة"، معربا عن أمله في تشكيل حكومة هذا الأسبوع للبدء في معالجة انهياره المالي.

ويعكس التصريح القلق المتنامي حيال الوضع في لبنان حيث وصل انهيار مالي بدأ في 2019 إلى مرحلة الأزمة الطاحنة الشهر الماضي مع شح في الوقود أصاب البلاد بالشلل وأشعل فتيل حوادث أمنية وتحذيرات من أن الأسوأ قادم.

وقال سناتور آخر في وفد من الكونجرس الأمريكي إن الوقود الإيراني الذي تشحنه جماعة حزب الله إلى لبنان تصاحبه تعقيدات، مستبعدا أن يكون ذلك محاولة من الإيرانيين "لاقتناص اللقطة". بحسب رويترز.

جاء ذلك في وقت قالت وزارة الكهرباء العراقية يوم الأربعاء إن امدادات الغاز الإيرانية للمنطقتين الوسطى والجنوبية انخفضت من 49 مليونا إلى ثلاثة ملايين متر مكعب يوما ما يهدد بنقص خطير للكهرباء أدى لفقد شبكة الكهرباء الوطنية نحو 5500 ميجاوات.

وتمثل الأزمة المالية أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990.

وسقط أكثر من نصف سكان لبنان البالغ عددهم ستة ملايين نسمة في براثن الفقر. ويقول البنك الدولي إن الدولة تشهد واحدا من أشد حالات الركود في العصر الحديث، مع تراجع قيمة العملة أكثر من 90 بالمئة وإصابة النظام المالي بالشلل.

وقال السناتور ريتشارد بلومنثال للصحفيين في نهاية زيارة استغرقت يومين "لبنان في حالة سقوط حر... شاهدنا هذا الفيلم من قبل وهو قصة مرعبة...، لكن الأمر الطيب أن هذا يمكن بل ينبغي تفاديه".

ويخوض السياسيون اللبنانيون، الذين أخفقوا في فعل أي شيء لوقف الانهيار، مشاحنات منذ أكثر من عام بشأن تشكيل حكومة جديدة تحل محل تلك التي استقالت في أعقاب انفجار مرفأ بيروت في الرابع من أغسطس آب 2020.

وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تنفيذ إصلاحات شرط ضروري لتدفق المساعدات الخارجية. والولايات المتحدة أكبر مانح للمساعدات الأجنبية للبنان.

والتقى وفد الكونجرس بقادة لبنان بمن فيهم الرئيس ميشال عون الذي عبّر عن أمله في تشكيل حكومة هذا الأسبوع حسبما قالت الرئاسة في بيان.

وعبّر عون، وهو حليف لحزب الله، في مناسبات عدة عن تفاؤله حيال الاتفاق على حكومة قريبا.

وقال السناتور كريس ميرفي رئيس الهيئة المعنية بالتعامل مع قضايا الشرق الأوسط في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي للصحفيين "سمعنا أنباء طيبة اليوم". وأضاف أنه يتوقع تشكيل حكومة ربما لدى عودته إلى بلده.

وخصوم عون يتهمونه وفصيله، التيار الوطني الحر، بعرقلة تشكيل الحكومة من خلال طريق المطالبة بثلث الحقائب، وهو ما يمنحه حق نقض فعالا.

وينفي عون ذلك. وقال لوفد مجلس الشيوخ الأمريكي "الكثير من العقبات قد ذُللت".

في ظل تخبط الدولة، أعلن حزب الله الشهر الماضي أنه يستورد زيت وقود من إيران، قائلا إنه يسعى لتخفيف الأزمة. ويقول خصومه إن ذلك يقوض سلطة الدولة أكثر ويضع لبنان تحت طائلة العقوبات الأمريكية.

وتصنف واشنطن حزب الله، وهو جزء من النظام السياسي في لبنان منذ وقت طويل، جماعة إرهابية.

وقال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال اليوم الأربعاء إنه لم يتم استصدار إذن مهم من أجل شحن الوقود.

وتُجري الولايات المتحدة محادثات مع مصر والأردن بشأن خطة لتخفيف أزمة الكهرباء في لبنان. وقالت الرئاسة اللبنانية إنها تشمل استخدام غاز مصري لتوليد الكهرباء في الأردن ويتم نقلها عبر سوريا التي تخضع لعقوبات أمريكية تشمل ما يعرف بقانون قيصر.

وقال السناتور كريس فان هولن "التعقيد كما تعلمون هو النقل عبر سوريا... "نبحث عن سبل لمعالجة الأمر رغم قانون قيصر".

لم تبحرا بعد

وقالت خدمة تانكر تراكرز على تويتر إن صور الأقمار الصناعية أظهرت يوم الأربعاء أن ناقلتين تحملان وقودا إيرانيا إلى لبنان لم تبحرا بعد.

وأضافت شركة التتبع أنه "ينبغي أن تكون الناقلة الأولى في الجزء الجنوبي من البحر الأحمر الآن".

وتابعت "ننتظر تأكيدا بصريا".

وقال وزير الطاقة في حكومة تصريف الأعمال بلبنان يوم الأربعاء إنه لم يتلق طلبا لاستيراد وقود إيراني، مؤكدا بذلك على ما يبدو أن جماعة حزب الله الشيعية تخطت الدولة في تحركها لاستيراد الوقود من إيران.

لكن مصدران مطلعان قالا يوم الخميس إن أول شحنة وقود إيرانية جلبتها جماعة حزب الله اللبنانية ستصل إلى لبنان بشاحنات عبر سوريا لتجنب التعقيدات المتعلقة بالعقوبات.

وأبلغ أحد المصدرين رويترز "اختيار استقبال السفينة عبر سوريا لا يتصل بأي مخاوف من استهدافها من جانب إسرائيل أو الولايات المتحدة لكن لاعتبارات داخلية تتعلق بعدم الرغبة في توريط أي حلفاء".

وقال المصدران إن الشحنة ستصل إلى ميناء سوري ثم تنقل بشاحنات إلى لبنان على أن تكون الأولوية لنقل المازوت إلى المستشفيات لتشغيل المولدات.

وكانت الجماعة المسلحة التي أسسها الحرس الثوري الإيراني في 1982 قد أعلنت في الشهر الماضي أن شحنة من النفط الإيراني في الطريق إلى لبنان للمساهمة في تخفيف العجز الحاد في الإمدادات، ثم أعلنت في وقت لاحق عن شحنتين أخريين.

ولجماعة حزب الله نفوذ يفوق غيرها من الفصائل اللبنانية بكثير، وظلت جزءا من النظام الحاكم لأعوام. بحسب فرانس برس.

واضطرت الأنشطة والخدمات الرئيسية في لبنان إلى الإغلاق أو خفض النشاط بسبب أزمة الوقود الناتجة عن انهيار مالي أوسع نطاقا.

ويقول معارضو حزب الله إن قرار الجماعة يقوض سلطة الدولة أكثر ويضع لبنان تحت طائلة العقوبات الأمريكية.

ولم تصل الشحنة الأولى حتى الآن، ولم تعلن جماعة حزب الله أي تفاصيل عن مكان وصولها.

وردا على سؤال بشأن الشحنة الإيرانية قال الوزير ريمون غجر للصحفيين "دورنا محصور بإذن الاستيراد.. ما اجانا (جاءنا) طلب إذن".

وردا على سؤال آخر عما إن كان هذا يعني أن السفينة تأتي بدون تصاريح قال غجر "نحن ما عندنا معلومات. لم يتم الطلب منا إذن. هذا ما أقوله فقط".

وقال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، وهو شيعي وحليف لحزب الله وأحد أهم رجال السلطة، يوم الثلاثاء إنه يرحب بأي دعم بما في ذلك من إيران لمساعدة لبنان في الخروج من أزمته.

سفينة ايرانية محملة بالمازوت ستبحر إلى لبنان

وكان الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله قد أعلن سابقا أن سفينة محمّلة بالمازوت ستنطلق خلال ساعات من إيران التي تفرض واشنطن عليها عقوبات اقتصادية، إلى لبنان الذي يشهد أزمة محروقات حادة وسط انهيار اقتصادي.

وأثار إعلان نصرالله انتقاد رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري الذي حذّر من أن دعما إيرانيا سيجلب مزيدا من "المخاطر والعقوبات" على لبنان.

وعلى وقع الانهيار الاقتصادي المستمر منذ عامين الذي صنفه البنك الدولي بين الأسوأ في العالم منذ 1850، يشهد لبنان منذ أشهر أزمة محروقات متفاقمة تنعكس بشكل كبير على مختلف القطاعات من مستشفيات وأفران واتصالات ومواد غذائية.

كما يشهد أزمة سياسية تحول دون توافق الأطراف المختلفة منذ سنة على تشكيل حكومة يضغط المجتمع الدولي لتشكيلها لكي يكون في إمكانها إجراء إصلاحات أساسية في البلاد تمهد لتقديم مساعدات دولية.

وكان الحريري، أبرز زعماء السنة في لبنان، وبعد "هدنة طويلة" مع حزب الله، خصمه السياسي المدعوم من إيران، وتسويات، اتهم أمس طهران بتعطيل تشكيل حكومة في لبنان.

وفي كلمته في ذكرى عاشوراء، قال نصرالله "سفينتنا الأولى التي ستنطلق من إيران محملة بالمواد (...) أَنجزت كل الترتيبات. حُمّلت بالأطنان المطلوبة... وستبحر خلال ساعات.. إلى لبنان".

وأوضح "أعطينا الأولوية في السفينة الأولى لمادة المازوت" من أجل "المستشفيات ومصانع الأدوية ومصانع المواد الغذائية وأفران الخبز ومولدات الكهرباء".

وحذّر نصرالله الإسرائيليين والأميركيين من أن حزبه سيعتبر السفينة "أرضاً لبنانية"، ما ينذر بردّ منه في حال تعرضها لهجوم بعدما شهدت سفن مرتبطة بإيران وإسرائيل هجمات في الأشهر الماضية، اتهم كل طرف الآخر بالوقوف خلف بعضها أقله.

وكان نصرالله أعلن الشهر الماضي استعداد حزبه استيراد الوقود من حليفته إيران، معتبراً أن الحكومة اللبنانية لا يمكنها اتخاذه مثل هذا القرار جراء ضغوط من الولايات المتحدة التي تفرض عقوبات اقتصادية حادة على طهران.

ويعتبر حزب الله الذي الذي يتلقى المال والسلاح من طهران ويمتلك ترسانة عسكرية ضخمة فضلاً عن شبكة واسعة من الخدمات الاجتماعية، اللاعب السياسي الأكثر نفوذاً في لبنان. ويتهمه خصومه بأنه يرهن لبنان لإيران، وتصنفه واشنطن ودول خليجية مجموعة "إرهابية".

وأعلنت السلطات اللبنانية مرارا أنها ملتزمة في تعاملاتها المالية والمصرفية بعدم خرق العقوبات الدولية والأميركية المفروضة على إيران.

ولم يوضح نصرالله ما اذا كانت السفينة ستصل إلى الموانئ اللبنانية، لكنه قال "عندما تصل إلى مياه البحر الأبيض المتوسط نتحدث عن تفاصيل إلى أين وكيف ومتى والآليات العملية وما شابه". ووعد أن سفناً أخرى ستتبعها لاحقاً.

ولم يصدر أي تعليق على الإعلان من حكومة تصريف الأعمال التي تسيّر شؤون البلاد منذ عام.

واعتبرت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لوري هايتيان أن هناك أسئلة عدة يجب الإجابة عنها حول كمية الشحنة ومن سيدفع ثمنها والميناء الذي ستتوقف فيه وما إذا كانت الحكومة اللبنانية على علم بأي تبادل مالي.

وأشارت هايتيان إلى احتمال أن "تتوجه السفن الإيرانية إلى سوريا" حيث يتم تفريغها قبل نقلها إلى لبنان.

ولكنها حذرت من "أن هذا كله تمنعه العقوبات أساساً، وبالتالي ليس بالأمر السهل، لكن بما أن حزب الله يقوم به علناً، فهناك خطر على لبنان، من ناحية العقوبات أو حتى الهجوم".

وبعد وقت قصير على كلام نصرالله، علّق سعد الحريري متسائلا ما إذا كانت السفينة الإيرانية "بشرى سارة... أم إعلانا خطيرا بزج لبنان في وحول صراعات داخلية وخارجية".

وقال في بيان إن حزب الله "يعلم أيضا أن سفن الدعم الإيرانية ستحمل معها إلى اللبنانيين مخاطر وعقوبات إضافية على شاكلة العقوبات التي تخضع لها فنزويلا ودول أخرى"، مشددا على أن "اعتبار السفن الايرانية أراضي لبنانية يشكل قمة التفريط بسيادتنا الوطنية".

ورفض ما وصفه بـ"مشاريع إغراق لبنان في حروب عبثية تعادي العرب والعالم".

ويتخطى دور حزب الله، العدو اللدود لإسرائيل وحليف دمشق، لبنان. إذ يُعد لاعباً أساسياً في سوريا والعراق مروراً باليمن، ويراه كثيرون أداة لتوسع إيران في المنطقة، ما يثير غضب الرياض، خصمها الإقليمي الأبرز.

واعتذر الحريري الشهر الماضي عن تشكيل حكومة بعد تسعة أشهر من تكليفه. واتهم الأربعاء إيران بـ"تعطيل تشكيل الحكومة"، بعدما أمضى أشهر تكليفه في خلافات مع رئيس الجمهورية ميشال عون، حليف حزب الله، حول تقاسم الوزارات ومن يكون له الكلمة الفصل في الحكومة.

إلا أن نصرالله رد الخميس بالقول "كل ما يقال عن تدخل ايراني (...) هو كذب أو افتراء ولا أساس له من الصحة".

وكان الانقسام الشديد في سنوات خلت بين حزب الله وفريق الحريري الذي كان مدعوما من السعودية قبل أن تتوتر علاقاته بها، لا سيما بسبب ما تعتبره الرياض تساهلا مع حزب الله، تسبب بأزمات كبيرة في البلد. ولطالما قال الحريري إن تسوياته مع حزب الله ومشاركته في حكومات معه، سببه تجنيب البلد تفجيرا امنيا.

خفض إيران إمدادات الغاز يقطع كهرباء العراق

من جهة أخرى قالت وزارة الكهرباء العراقية يوم الأربعاء إن امدادات الغاز الإيرانية للمنطقتين الوسطى والجنوبية انخفضت من 49 مليونا إلى ثلاثة ملايين متر مكعب يوما ما يهدد بنقص خطير للكهرباء.

وذكرت الوزارة في بيان أن خفض إمدادات الكهرباء الإيرانية أدى لفقد شبكة الكهرباء الوطنية نحو 5500 ميجاوات. بحسب رويترز.

وقالت الوزارة إنها على اتصال بوزارة الطاقة الإيرانية وبالسفارة الإيرانية في بغداد لتوضيح أسباب الخفض.

ومددت واشنطن مرارا لمدة 90 أو 120 يوما إعفاءات من العقوبات للسماح لبغداد باستيراد الطاقة من إيران بعدما أعادت واشنطن فرض عقوبات على النفط الإيراني ومنعت الدول من شراء منتجات طاقة من إيران.

وتصر الولايات المتحدة على أن يعمل العراق، ثاني أكبر منتج للخام في أوبك، صوب تحقيق الاكتفاء الذاتي كشرط لاستثناء واردات الطاقة الإيرانية إلا أن بغداد تواجه صعوبة في ذلك لأسباب من بينها أسعار النفط المنخفضة.

اضف تعليق