q
سيتم تسجيل كل حركة للبشر داخل هذه البيئة، وهو الأمر الذي يشبه الحصاد العالمي لجميع الخصائص الشخصية والسلوكية للبشر، وهو ما سيجعل الناس عرضة لكثير من الجرائم الإلكترونية، أكثر بكثير مما هو موجود حاليا، هو عالم جديد ومثير قادم، وهو أيضا عالم عار تماما بلا حتى ظل لورقة توت...

ربما يمضي العالم بوتيرة متسارعة إلى مرحلة الحياة الافتراضية، بعد أن بدت ملامحها ومتغيراتها إبان جائحة "كوفيد-19" الوبائية.

لكن تلك الحياة ستكون افتراضية بصورة كلية للأجيال القادمة، وهذا ما يخطط له مارك زوكربيرج، المؤسس والرئيس التنفيذي لموقع فيس بوك، أو كما سماه مؤخرًا "ميتا"، وهو تغير مهم على مسار مشروعه "الميتافيرس" أو "العالم الماورائي" والذي من شأنه تغيير مستقبل البشرية؛ كما يزعم زوكربيرج.

فبدلاً من أن تكون التفاعلات البشرية واقعية ومحسوسة عبر التلاقي المادي أو تكون غير مادية وغير محسوسة عبر التلاقي الرقمي من خلال شاشات الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر، سوف يكون هناك طريق ثالث يسد الفجوة بين هذين العالمين (الواقعي والرقمي)، ليظهر عالم ثالث افتراضي يأخذ من الواقع شيئاً، ومن الإنترنت والتقنيات الذكية أشياءً وخصائص أخرى.

وبالتالي تُثار تساؤلات من قبيل؛ ما هي شكل هذه الحياة الجديدة؟ وهل سينجح مارك زوكربرج في إنشائها؟ وما هي حدود التمييز بينها وبين العالم الواقعي؟ وكيف ستؤثر على الحضارة الإنسانية والعمران البشري؟ أسئلة كثيرة قد تكون لبعضها إجابات حالية والبعض الآخر ما زال غير معروف، وهذا ما سعت دراسة تحت عنوان "هل يسد "الميتافيرس" فجوة العالمين الافتراضي والواقعي؟" إلى توضيحه.

وتشير الدراسة الصادرة عن "مركز المستقبل للأبحاث والدراسات المتقدمة"، إلى أن؛ أول من استخدم مصطلح "الميتافيرس" Metaverse هو "نيل ستيفنسون" في رواية الخيال العلمي "Snow Crash" عام 1992. وتتكون الكلمة من مقطعين؛ الأول Meta وهو الاسم الجديد الذي تغيرت إليه فيس بوك، ويعني "ما وراء"، والمقطع الثاني Verse الذي يأتي اختصاراً لكلمة Universe بمعنى "العالم"، والكلمتان معاً تأتيان بمعنى "العالم الماورائي". وقد قصد به "نيل ستيفنسون" في روايته تلك، العالم الافتراضي المملوك من قِبل الشركات، حيث يتم التعامل مع المُستخدمين النهائيين كمواطنين يعيشون في "ديكتاتورية الشركات".

ويسعى مارك زوكربيرج من خلال "الميتافيرس" إلى إنشاء عالم افتراضي، يسد الفجوة بين العالمين الواقعي والرقمي، لينشأ بذلك عالم ثالث افتراضي، يستطيع فيه الأفراد إنشاء حياة افتراضية لهم عبر مساحات مختلفة من الإنترنت، بحيث تسمح لهم بالتلاقي والعمل والتعليم والترفيه بداخله، مع توفير تجربة تسمح لهم ليس فقط بالمشاهدة عن بُعد عبر الأجهزة الذكية كما يحدث حالياً، ولكن بالدخول إلى هذا العالم في شكل ثلاثي الأبعاد عبر تقنيات الواقع الافتراضي.

فمن خلال استخدام نظارات الواقع الافتراضي والواقع المُعزز وارتداء السترات والقفزات المُزودة بأجهزة استشعار، يستطيع المُستخدم أن يعيش تجربة شبه حقيقية، تعمل فيها هذه التقنيات الذكية كوسيط بين المُستخدمين في عالم "الميتافيرس"، لإيصال الشعور بالإحساس المادي، فيستطيع أن يرى المُستخدم الأشياء من حوله بصورة ثلاثية الأبعاد عبر النظارة، كما يمكن أن يشعر فيها بالمؤثرات الجسدية الحسية، كإحساس السقوط في المياه أو اللكمة في الوجه أو غيرها، من خلال المستشعرات الموجودة في السترات والقفزات التي يرتديها، فيحصل على تجربة أشبه بالواقعية حتى وإن كانت غير مباشرة.

ويعتبر "الميتافيرس" عالماً اختيارياً، يُبنى وفق رغبات مُستخدميه، فيستطيع الأفراد إنشاء عالمهم الخاص بهم، وقد قسمها زوكربرج حتى الآن إلى 3 عوالم أو آفاق Horizons كما أطلق عليها، وهي "آفاق المنزل" أو Horizons Home، و"آفاق العمل" Horizon Workrooms، و"آفاق العالم" Horizons world.

وداخل "آفاق المنزل"، يستطيع المُستخدم إنشاء نسخة افتراضية تطابق منزله الأصلي، ويستطيع التجول فيها بمجرد ارتداء نظارة الواقع الافتراضي، ومن ثم يستطيع أن يدعو زملاءه عبر "الميتافيرس" إلى قضاء وقت معاً داخل المنزل، أو مشاهدة مباراة كرم قدم، أو حتى استذكار الدروس والمراجعة.

وبالمثل يستطيع الزملاء في العمل إنشاء فضائهم الخاص بهم داخل "الميتافيرس"، فيمكنهم الذهاب إلى العمل فقط من خلال ارتداء نظارة الواقع الافتراضي، وإنجاز المهام المطلوبة والمشاركة في الاجتماعات بل وأخذ راحة منتصف اليوم مع أصدقاء العمل، كل ذلك من دون حتى مغادرة المنزل.

ليس هذا فحسب، بل يمكن التسوق أيضاً داخل "الميتافيرس"، واختيار السلع الغذائية من داخل السوبر ماركت ودفع ثمنها عبر بطاقة الائتمان في تجربة ثلاثية الأبعاد، وكأن المستخدم داخل أحد المتاجر بالفعل، كما يمكن قياس الملابس والتأكد من ملاءمتها للمُستخدم، عبر تصميم "أفاتار" بنفس مقاييس المُستخدم ومحاكاة تجربة ارتداء الملابس عليه.

وتتعدى تجربة عالم "الميتافيرس" في التعليم لتكون أكثر ثراءً، فتوفر مثلاً للطلاب المعنيين بدراسة الفضاء أو المحيطات أو الجيولوجيا أو التاريخ، فرصة لمحاكاة هذه العوالم في صورة ثلاثية الأبعاد، وبالتالي يمكنهم الذهاب إلى القمر أو أحد الكواكب الشمسية أو حتى الشمس نفسها، وأيضاً يمكنهم الذهاب إلى أعماق المحيطات أو باطن الأرض، أو حتى العودة إلى أحد الأزمنة التاريخية ومحاكاة طرق العيش فيها. ومع دخول نظم الذكاء الاصطناعي في برمجة شخصيات هذه العوامل، يمكن للمُستخدم أن يعيش تجربة شبه حقيقية بالفعل.

الاستثمار في البشر، قد تتحول حياة المُستخدم الحقيقية في عالم "الميتافيرس" شيئاً فشيئاً إلى كابوس من دون أن يدري، فلا يهتم بشكل منزله الحقيقي، ولا بشكل مدينته الحقيقة، ولا يسعى إلى تعمير الأرض التي يسكن فيها، ويكتفي ببناء جنة خيالية في عالم افتراضي، يعيش فيها طيلة اليوم ولا يتركها إلا عند النوم.

ويبقى القول إن مشروع "الميتافيرس" أحد مشروعات "فيس بوك" الواعدة؛ لكنها ما زالت قيد الاختبار مثل غيرها من المشروعات التي لم تتحقق. وحتى وإن اكتمل مشروع "الميتافيرس" خلال 5 سنوات من الآن كما تسعى فيس بوك، فإن هذا التطور سوف تقابله مقاومة من التيار الإنساني التقليدي، الذي يرفض هذه السرعة المُبالغ فيها في التطور، ويثمن الحياة التقليدية في كثير من جوانبها.

هل يزيد "ميتافيرس" عالمنا سواداً؟

التنمر الإلكتروني والتحكم بالسياسة، والتأثير على طبيعة التفكير البشري - مخاطر قد تصبح أعظم في ظل مشروع ”فيسبوك“ الجديد. علماء ونقاد للمشروع يطالبون بجهة ”ضابطة“ للشركة العملاقة.

بدأت شركة ”ميتا"، والتي كانت تحمل اسم العلامة التجارية "فيسبوك"، بالاستثمار في مشروع تكنولوجي جديد يعد بخلق عالم فاضل. ولكن هل يكون هذا العالم ديستوبي بعكس ما تعد الشركة، وتذهب مليارات الدولارات هباءً منثوراً؟

هذا ما يعتقده أستاذ الذكاء الاصطناعي والحوسبة المكانية في جامعة ليفربول هوب، الدكتور ديفيد ريد، إذ يرى بأن المشروع الطموح قد يعمق مشاكل وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت الحالية، مثل مخاوف خصوصية البيانات والتنمر الإلكتروني.

وذكر ريد، في بيان نشر على موقع الجامعة، أن مشروع "ميتا" يأتي مع الكثير من التوقعات والمزايا الرائعة، ولكن أيضاً المخاطر المخيفة، ولهذا يجب إنشاء نظام ضبط عالٍ لمراقبة المشروع، مضيفاً أن الناس يخشون تأثير "تويتر على السياسة الآن، ولكن تأثيرك على رأيهم سيختلف بشكل كبير حينما يمكنك نقل شخص إلى منطقة حرب مثلاً وإظهار لهم ما يحدث حقاً".

من بين القضايا الأخرى التي تطرق لها ريد، يبرز التنمر الإلكتروني، والذي يرى أنه سيصبح أكثر تأثيراً على الصحة النفسية للأفراد، إذ من المحتمل أن يصبح المتنمرون أكثر تطرفاً، ويرى أن هذا التطور التكنولوجي سوف يطمس الخطوط الفاصلة بين الواقع الافتراضي والواقع، إذ أن المسيطر على هذا الواقع سيكون لديه حق الوصول إلى كم غير مسبوق من البيانات، وبالتالي قدر هائل من "النفوذ".

ويشرح ريد أن العديد من النماذج الأولية لأنظمة الواقع الافتراضي تتمتع بتقنيات تتبع الوجه والعين والجسم واليد، ويحتوي معظمها على كاميرات متطورة، حتى أن البعض يدمج تقنية المخطط الكهربائي للدماغ (EEG) من أجل التقاط أنماط الموجات الدماغية، بمعنى أن كل ما تقوله أو تتلاعب به أو تنظر إليه أو حتى تفكر فيه يمكن مراقبته في العالم الافتراضي، وبالتالي فإنه سيولد قاعدة بيانات هائلة عن الأفراد. ولهذا يرى أن من الخطورة سيطرة شركة واحدة فقط على هذه المعلومات.

الباحث ريد ليس الوحيد الذي ينتقد المشروع، فهناك ناقد بارز آخر لمشروع "ميتافيرس"، هو روجر ماكنامي، وهو مستثمر مبكر في "فيسبوك"، والذي أصبح منذ ذلك الحين منتقداً لاذعاً للشركة. ففي حديثه في قمة الويب في لشبونة، قال إنه يعتقد أن فيسبوك قد تسرعت بالمشروع الجديد في محاولة للتغطية على الفضائح الأخيرة التي تعرضت لها الشركة، حسبما نقل موقع "آي إف إل ساينس" العلمي.

وأكد ماكنامي في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أنه يجب منع "فيسبوك" من إنشاء ”ديستوبيا ميتافيريس"، مضيفاً: ”يجب على فيسبوك فقدان الحق في اتخاذ قراراتهم الخاصة بهم. يجب أن تكون هناك جهة ضابطة تعطي موافقة مسبقة على كل ما يفعلونه،فمقدار الضرر الذي تسببوا فيه لا يحصى".

المؤثرون الافتراضيون يروّجون للموضة في عالم "ميتافيرس"

مع انطلاق العوالم الافتراضيّة أو ما أصبح يُعرف بتسمية "ميتافيرس"، نشهد أول نجاحات سكانها من المؤثّرين الافتراضيين الذين انطلقوا من الشرق الأقصى. تعرّفوا على أبرزهم فيما يلي:

يتباهى بانكوك نوتي بو بشعره الملوّن وشبابه الدائم، فهو شخصيّة وهميّة وواحد من جيل المؤثرين الافتراضيين الجدد الذين نجحوا في إيجاد مكان لهم بعالمنا الحقيقي. رأى هذا المؤثر النور على يد مصمم الأزياء التايلندي أديساك جيراساكام وأصدقائه خلال تفشّي جائحة كورونا. وهو استطاع بشخصيته العصريّة أن يحصد العديد من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي ويحقق نجاحاً في مجال عروض الأزياء التي تقام على شبكة الإنترنت.

يروّج بانكوك نوتي بو عبر صفحته على موقع إنستغرام للأزياء والمنتجات الثقافية. وهو صرّح في فيديو تعريفي عنه: "سيبقى عمري 17 عاماً إلى الأبد...وأحلم بأن أصبح أحد نجوم البوب."

ويتزامن الاهتمام المتزايد بالشخصيّات الافتراضيّة مع انطلاقة مفهوم "الميتافيرس"، هذا المصطلح الذي يُستخدم لوصف العوالم الافتراضيّة والثلاثية الأبعاد التي انطلقت من ألعاب الفيديو. وقد ساعدت شهرة نجوم البوب الافتراضيين الذين تمّ ابتكار شخصياتهم في اليابان، والصين، وكوريا بتمهيد الطريق أمام التوسّع في هذه الصناعة التي حققت أرباحاً حتى الآن بحوالي 13,8 مليار دولار أميركي.

أول سكان الميتافيرس: يبلغ عدد المؤثرين الافتراضيين حوالي 130 في "الميتافيرس"، هذا العالم الافتراضي الذي يعمل على بنائه العمالقة الرقميين ومن بينهم موقع "فيسبوك". وقد ساهم انتشار جائحة كورونا في الحدّ من التفاعلات المباشرة بين الناس، وعزّز في الوقت نفسه التواصل غير المباشر بالاعتماد على التقنيّات التكنولوجيّة المتطورة. أما الجيل المستهدف من قبل هؤلاء المؤثرين فهم الذين ولدوا منذ منتصف تسعينات القرن الماضي ودخلوا مؤخراً معترك العمل بالإضافة إلى الجيل الذي يستعد للخروج من المراهقة واعتاد على العوالم الثلاثيّة الأبعاد المرافقة لألعاب الفيديو.

تُعرّف آي آيلين، المؤثرة الافتراضيّة التايلاندية، عن نفسها بأن عمرها 21 عاماً وفصيلة دمها AB. وهي شخصيّة وهميّة ابتكرتها SIA الوكالة الأولى والوحيدة للمؤثرين الافتراضيين في بانكوك. وقد كشفت هذه الوكالة عبر موقعها على الإنترنت أنها تخطّط لإنشاء مركز جماعي للعديد من المؤثرين الافتراضيين الذين يتميزون بإطلالات فريدة بالإضافة إلى خصائص وسمات شخصيّة.

روزي هي أول مؤثرة كوريّة افتراضية تمّ ابتكارها في العام 2020، وقد اختارتها دار Calvin Klein الأميركية لتقديم مجموعة من أزيائها أما إيما فهي أكثر المؤثرات الافتراضيين شهرة في اليابان وقد تمّ ابتكارها في العام 2018.

المؤثر الافتراضي الأعلى أجراً هو ليل ميكيلا، وهو رجل آلي يتواجد في لوس أنجلوس يتقاضى 7000دولار عن كل إصدار له على مواقع التواصل الاجتماعي يتعاون فيه مع أشهر دور الأزياء العالمية أمثال Prada وCalvin Klein. أما في تايلاند فقد تعاقد بانكوك نوتي بو مع وكالة عرض أزياء كبيرة فيما تتولى آي آيلين مهام سفيرة لإحدى شركات الهواتف النقّالة. ويبدو أن التعاون بين المؤثرين الافتراضيين والعلامات التجارية سيتوسّع في الأيام المقبلة نظراً لما يتمتعون به من شهرة، والتزام، وابتعاد عن التبدلات في المزاج والمواقف التي تميّز الطبيعة الإنسانية.

مسربة أسرار فيسبوك تحذر من مخاطر "ميتافيرس"

أعربت فرانسيس هاوغين، المبلغة عن مخالفات فيسبوك، عن خشيتها من تأثير "ميتافيرس" في إجبار عالم الواقع الافتراضي المستقبلي الأفراد على الإفصاح عن المزيد من معلوماتهم الشخصية وإدمان موقع التواصل ومنح الشركة احتكارا جديدا في عالم الإنترنت.

وفي مقابلة مع الأسوشيتدبرس، عقب حضورها عددا من الجلسات مع نواب البرلمان الأوروبي، الذين يسعون لوضع قواعد لشركات التواصل الاجتماعي، قالت هاوغين إن رب عملها السابق سارع إلى الإعلان عن ميتافيرس لأنه "إذا لم تعجبك المحادثة، حاول تغيير المحادثة".

وقالت: "يجب أن يكون لدى فيسبوك خطة شفافية لميتافيرس قبل البدء في بناء كل هذه الأشياء، لأنهم يستطيعون الاختباء خلف الحائط، ويستمرون في ارتكاب أخطاء غير مقصودة، ويستمرون في صنع أشياء تعطي الأولوية لأرباحهم قبل الأمان".

الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ وصف ميتافيرس بأنه "بيئة افتراضية" يمكنك الدخول إليها - بدلا من مجرد النظر إليها على الشاشة - وأعاد تركيز نموذج أعمال الشركة على عالم الواقع الافتراضي المستقبلي، بما في ذلك إعادة تسمية الشركة إلى ميتا.

ويمكن للأشخاص الالتقاء والعمل واللعب باستخدام سماعات الواقع الافتراضي أو نظارات الواقع المعزز أو تطبيقات الهواتف الذكية أو الأجهزة الأخرى.

هاوغين هي مديرة سابقة في فيسبوك تحولت إلى مبلغ عن المخالفات، وقد لقيت شهادتها حول ممارسات الشركة اهتماما عالميا، كما كشفت الوثائق التي سلمتها إلى السلطات وشهادتها أمام المشرعين على جانبي المحيط الأطلسي عن مشاكل عميقة الجذور في الشركة وتسريع الجهود التشريعية والتنظيمية في جميع أنحاء العالم لكبح جماح شركات التكنولوجيا الكبرى، وتشير إلى أن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي يعطي الأولوية للمشاركة وزيادة أعداد المستخدمين على الأمان عبر الإنترنت.

وتزعم هاوغين، التي قدمت أيضا مجموعة كبيرة من المستندات الداخلية المنقحة لمجموعة من المؤسسات الإخبارية، أن أنظمة فيسبوك تعزز الكراهية والتطرف عبر الإنترنت، وتفشل في حماية الشباب من المحتوى الضار وتفتقر الشركة إلى الحوافز التي تدفعها لإصلاح المشكلات، وكشفت وثائق هاوغين عن أزمة داخلية في عملاق وسائل التواصل الاجتماعي، الذي يقدم خدمات مجانية إلى 3 مليارات شخص، فيما رفض زوكربيرغ مزاعم هاوغين ووصفها بأنها "حملة منسقة" لرسم صورة خاطئة عن الشركة.

ويأخذ المسؤولون في واشنطن والعواصم الأوروبية مزاعم هاوغين على محمل الجد، وقد استجوبها نواب الاتحاد الأوروبي، الاثنين، قبل أن يصفق لها في نهاية الجلسة التي استغرقت ساعتين ونصف.

سباق محموم للسيطرة على عالم «ميتافيرس» الافتراضي

إذا كانت فيسبوك جعلت «ميتافيرس» أولويتها الإستراتيجية، فإن هذا العالم الموازي فتح شهية الكثير من الجهات الأخرى، كشركات ألعاب الفيديو من مثل روبلوكس وفورتنايت، وعدد من المؤسسات الناشئة المتخصصة، ولكن هل سيتسع المجال للجميع؟

يشكل عالم «ميتافيرس» ما يشبه نسخة رقمية من العالم المحسوس يمكن الوصول إليها عبر الإنترنت. وبفضل الواقع الافتراضي والواقع المعزز بشكل خاص، من المفترض أن يتيح هذا العالم الموازي زيادة التفاعلات البشرية بدرجة كبيرة عبر تحريرها من القيود المادية.

وصارت هذه القفزة الكبيرة المقبلة المتوقعة في مسار تطور الإنترنت والتي تخيلها الخيال العلمي لما يقرب من 30 عاما، تشكّل أفقاُ جديداُ للتطور. لكن هل سيكون هناك مكان لجميع الشركات الطامحة في هذا المجال، خصوصا في ظل الاستثمارات الهائلة المطلوبة لإنشائها؟

قال الشريك المسؤول عن الإعلام في شركة «بيرنغ بوينت» نيكولاس ريفيت لوكالة الصحافة الفرنسية: «ثمة احتمال كبير لأن يكون لدينا عوالم «ميتافيرس» عدة مع الكثير من التجارب الانغماسية المتاحة في مواضع كثيرة». وأضاف أن «المغزى من ذلك لا يتمثل بوجود وجه واحد فقط لل «ميتافيرس» يحمل معه كل التجارب. ولا نظن أن أحداً يمكن أن يمتلك وحده مفاتيح هذا العالم»، وقد أطلقت مجموعات التكنولوجيا الأميركية العملاقة، وفي طليعتها فيسبوك، مشاريع ضخمة في هذا المجال.

وتسعى مجموعة مارك زاكربرغ الذي غيّر اسمها أخيرا إلى ميتا، إلى ترسيخ مكانتها كمنشئ لمساحة رقمية عالمية معيارية، مثل متجر التطبيقات من آبل أو محرك بحث غوغل، لتحقيق ذلك، تعتزم فيسبوك استثمار عشرات مليارات الدولارات سنويا وتوظيف عشرة آلاف شخص في غضون خمس سنوات في أوروبا.

لكن المجموعات العملاقة الأخرى لا تنوي البقاء على الهامش، ومن بينها على سبيل المثال مايكروسوفت مع «ميتافيرس» الشركات. ولمناسبة مؤتمرها السنوي المخصص للمحترفين، أعلنت الشركة الثلاثاء الماضي إطلاق «ميش»، وهي خاصية جديدة في برنامج «تيمز» ستتيح للمستخدمين الظهور، اعتبارا من عام 2022، على شكل صورة رمزية (أفاتار) مكيّفة مع شكل المستخدم بدلا من تشغيل الفيديو.

وفي مجال الأعمال نفسه، أطلقت «نفيديا» الرائدة في مجال صناعة المعالجات، منصتها «أومنيفرس» التي ترمي للسماح لفرق تصميم دولية بالأبعاد الثلاثية تعمل على مجموعات برمجيات عدة بالتعاون في الوقت الفعلي في مساحة افتراضية مشتركة.

وأصبحت «روبلوكس» أو «ماينكرافت» أو «فورتنايت» أكثر من مجرد ألعاب فيديو مجانية على الإنترنت، خصوصا منذ بدء جائحة «كوفيد-19» إذ تحوّلت منصات ترفيه تمكّن اللاعبين أن يعيشوا حياة اجتماعية موازية، وأدى ذلك حتى إلى زعزعة هيمنة الشبكات الاجتماعية مثل «إنستغرام» و«تيك توك» و«سنابتشات»، كما عزز طموحها لبناء «ميتافيرس» خاص بها، وأشارت شركة إبيك غايمز المطورة للعبة فورتنايت إلى أن جزءا من مبلغ مليار دولار تم جمعه هذا العام من المستثمرين سيخصص لتطوير هذا المجال الجديد.

ومن أول التجليات الملموسة لذلك، الحفلات الموسيقية الافتراضية لنجوم عالميين مثل مغني الراب الأميركي ترافيس سكوت أو مغنية البوب زارا لارسون، وهي أحداث تابعها عشرات ملايين اللاعبين، وقالت المغنية السويدية الأسبوع الماضي في قمة الإنترنت (ويب ساميت) في لشبونة، «إنها فرصة رائعة للتواصل مع جمهور أصغر سنا. إنه المستقبل حقا».

لكن ذلك يشكّل أيضا فرصة لتُضاعف هذه الشركات مصادر دخلها. فبعدما كان بإمكان معجبي زارا لارسون شراء قميص عليه اسمها أو صورتها عند الخروج من حفلاتها الموسيقية، بات في استطاعتهم إنفاق أموالهم في المتجر الافتراضي للمغنية على روبلوكس لإلباس الصورة الرمزية الخاصة بهم نظاراتها الشمسية المعروفة.

وفي منصة «ديسنترال لاند» الإلكترونية التي يُنظر إليها على أنها أحد أسلاف «ميتافيرس»، من الممكن شراء قطع أرض افتراضية بنسق «ان اف تي» (شهادات رقمية لتوثيق أصالة المحتوى عبر الإنترنت) عبر عملة مشفرة مرتبطة بالمنصة تسمى «مانا»، وتحاول شركات ناشئة أخرى أن تحذو حذوها، مثل «ذي ساندبوكس» التي جمعت للتو 93 مليون دولار من مجموعة مستثمرين.

وفي كوريا الجنوبية، تم تشكيل ائتلاف من شركات ومؤسسات عامة تحت قيادة وزارة العلوم لتجنب الاعتماد على الجهات الأجنبية العابرة للحدود، وفق نيكولاس ريفيت. وسمّي الائتلاف تحالف «ميتافيرس» ويضم أكثر من 200 شركة إلى جانب مجموعات محلية عملاقة من أمثال سامسونغ.

الميتافيرس.. بداية النهاية لعصر الهواتف الذكية

أعلنت أغلب شركات التكنولوجيا في العالم، ومن جميع الأشكال والأحجام، الكبرى والمتوسطة وحتى الصغرى، ومن "فيسبوك" (Facebook) و"مايكروسوفت" (Microsoft) وصولا إلى "تندر" (Tender) في الأسابيع الماضية عن خططها الخاصة لبناء "الميتافيرس" (Metaverse)، الذي يعتقد كثيرون أنه سيكون إنترنت المستقبل خلال السنوات العشر القادمة.

هذا رغم أنه لا يوجد أحد في العالم حتى الآن يبدو واثقا تماما مما سيكون عليه شكل الميتافيرس النهائي في قادم الأيام، وهناك أيضا أسئلة مهمة عمن سيتحكم أخيرا في هذه البيئة الافتراضية، ومن سيضمن أن يكون الجميع فيها على الصفحة نفسها.

يصف ساي كريشنا المؤسس المشارك لشركة سكابك الهندية للواقع المعزز، في تصريحات خاصة لموقع "إنديان إكسبرس" (IndianExpress)، الميتافيرس بأنه "تطور ثوري للإنترنت حيث ستكون لدينا مساحات ثلاثية الأبعاد، وبيئات افتراضية غامرة واتصالات متطورة، فضلا عن نقلة نوعية في التجارة والترفيه".. إن الميتافيرس في نظره ولدى كثيرين غيره هو الخطوة المنطقية التالية لما بعد مرحلة الهواتف الذكية، وشبكة الإنترنت التقليدية التي نعرفها الآن.

سؤال الخصوصية، وهذا يطرح أسئلة كثيرة عن الخصوصية، فمن المعروف أن شركات التكنولوجيا الكبرى الآن مثل فيسبوك ومايكروسوفت وأمازون وغيرها تجمع معلوماتنا الشخصية من وسائل التواصل الاجتماعي، ومن اتصالاتنا اليومية المباشرة في الإنترنت، وتستغلها لجمع أموال طائلة سواء كان عن طريق الإعلانات أو غيرها، علما أننا نعيش خارج الإنترنت الحالي بمعنى أن الشاشات أمامنا، فكيف حين نعيش داخل الشبكة وداخل الشاشات؟ كيف حين نمارس كل حياتنا في الواقعين المعزز والافتراضي من خلال الآفاتار الخاص بكل واحد منا في الميتافيرس؟ هل ستبقى هناك أي خصوصية لنا؟

سنؤجل الإجابة عن هذا السؤال قليلا، ولكن عندما قام مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك، بإعادة تسمية الشركة أخيرا باسم "ميتا" (Meta)، أعلن أيضا ما يخطط للقيام به داخل الميتافيرس، وهذا لا يعني بأي حال من الأحوال أنه يريد امتلاك الميتافيرس، لأنه بكل بساطة لا يستطيع فعل ذلك.

وفي هذا السياق يؤكد ساي "لا أحد يمتلك الميتافيرس… إنه منصة مفتوحة". وتتماشى خطط "ميتا" بشكل أكبر مع بناء نسختها الخاصة من "الميتا-يونيفيرس" (meta-universe)، وهو عالم رقمي يتم فيه دمج العالمين الحقيقي والافتراضي، فعلى سبيل المثال يمكنك مقابلة ابن عمك الذي يعيش في كاليفورنيا في مقهى في بيئة افتراضية في الوقت الفعلي عبر الآفاتار الخاص بكما.

يقول الدكتور أنوباما مالك المدير العام لشركة (Vizara Technologies) -هي شركة ناشئة متخصصة في تقنيات الواقعين الافتراضي والمعزز- في تصريحات لموقع إنديان إكسبرس "على الرغم من أن وسائل التواصل الاجتماعي الحالية رائعة، فإن شركة ميتا (Meta) لديها القدرة على امتلاك هذه البيانات، والتواصل في البيئة الثلاثية الأبعاد هو الخطوة التالية، نظرا لحقيقة أن لديك وسائل سهلة للغاية للحصول الآن على البيانات الثلاثية الأبعاد، وهو (زوكربيرغ) يعلم أن المساحات الثلاثية الأبعاد ستكون الشيء الكبير التالي".

وشركة ميتا لديها المواهب والموارد لبناء الميتافيرس. وفي الواقع، فقد أعلن عملاق وسائل التواصل الاجتماعي عن توظيف 10 آلاف شخص في الاتحاد الأوروبي للقيام بهذه المهمة الكبيرة، كما ذكرت منصة الشركة أخيرا، ومن المفيد أن يمتلكوا بالفعل نظارات "أوكلوس" (Oculus)، الشركة الرائدة في أجهزة الواقع الافتراضي التي تمتلكها شركة ميتا، التي ستكون حرفيا بوابة الميتافيرس.

وفي هذه البيئة الجديدة يمكن لمجموعات المستخدمين الذين يتجولون في مساحات ثلاثية الأبعاد اختيار القيام بكل ما يريدون القيام به، وهو مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي، بل شبكة الإنترنت كلها.

"ميش" مايكروسوفت، وإذا أرادت فيسبوك إنشاء الميتافيرس الخاص بها فإن مايكروسوفت تسعى لجعل منصتها "ميش" (mesh platform) رابطا أساسيا يربط العديد من البيئات الافتراضية معا، وقد أعلنت ذلك في مؤتمر "إيجنتي" (Ignite) أخيرا، وقالت الشركة العملاقة إنها تخطط لإحضار "ميش" إلى منصة تعاون مشتركة تسمى "تيمز" (Teams) وهي منصة تضم 250 مليون مستخدم في جميع أنحاء العالم.

وتصف الشركة "ميش فور تيمز" (Mesh for Teams) بأنها ميزة ستجمع بين إمكانات الواقع المختلط لـ"مايكروسوفت ميش" (Microsoft Mesh)، التي تتيح للأشخاص في أماكن واقعية مختلفة الانضمام إلى بيئات افتراضية تستخدم الهيلوغرام (التصوير المجسم) مع الأدوات الإنتاجية الخاصة بـ"تيمز"، حيث يمكن للأشخاص الموجودين في أماكن مختلفة الانضمام إلى الاجتماعات الافتراضية وإرسال الدردشات والعمل وتبادل الملفات وغيرها الكثير، وذلك كما ذكرت منصة "إيه آر إس تيكنيكا" (ARStechnica) أخيرا.

ويمكن قياس خطورة وجدّية مايكروسوفت في أن تكون جزءا من الميتافيرس من خلال حقيقة أن منصة "ميش" ستسمح للشركات المسجلة في مايكروسوفت ببناء الميتافيرس الخاص بكل منها بعد أن تزودهم بمجموعة من عناصر وأدوات التحكم اللازمة لهذه العملية، وكي نقرب الموضوع أكثر إلى القارئ فإن الأمر يشبه تماما بناء ونشر تطبيق خاص بالهواتف الذكية في متجر آبل.

وسواء أكان ذلك عبر فيسبوك أو مايكروسوفت فإن السباق لبناء الميتافيرس سيكون مفيدا جدا للواقعين الافتراضي والمعزز، وسيقود إلى انتشارهما بشكل غير مسبوق، ويؤدي إلى تبنّي الأشخاص العاديين لهذه التقنيات في حياتهم اليومية في المستقبل القريب.

قررت شركة البرمجيات الأمريكية العملاقة مايكروسوفت الاستثمار في شركة "روبريك" الناشئة للبرمجياتجدّية مايكروسوفت في أن تكون جزءا من الميتافيرس تقاس من خلال حقيقة أن منصة "ميش" ستسمح للشركات المسجلة في مايكروسوفت ببناء الميتافيرس الخاص بكل منها (رويترز)

الميتافيرس موجود بالفعل الآن، والنقطة التي تغيب عن بال كثيرين أثناء الحديث عن الميتافيرس هو أنه موجود بالفعل حاليا، ويجمع بين العديد من التقنيات الناشئة مثل السينما الثلاثية الأبعاد، والعملات المشفرة، ومنصات الألعاب الإلكترونية، وألعاب الفيديو الثلاثية الأبعاد مثل "روليكس" (Roblox) و"فورتنايت" (Fortnite )، فضلا عن صانعي نظارات الواقع الافتراضي مثل "أكولس" (Oculus) و"إتش تي سي فايف" (HTC Vive)… كل هذه التقنيات موجودة فعلا وتتطور وتتداخل مع بعضها بعضا في ميتافيرس أكبر.

ويوضح ساي الأمر قائلا "نظرا لأن الميتافيرس بيئة غامرة ثلاثية الأبعاد يتشاركها مجموعة مستخدمين، حيث يمكنك التفاعل مع الآخرين من خلال الآفاتار الخاص بك، فهناك حاجة إلى أجهزة متخصصة للقيام بذلك، فلا يمكنك ممارستها من خلال عالم ثنائي الأبعاد أو من خلال تطبيقات الهواتف الذكية.. البيئة الغامرة الثلاثية تعني تجربة تواصل أغنى بكثير، ولهذا فإنها ستنتشر بسرعة فائقة في المستقبل".

هل هذا يعني أن الهواتف الذكية في طريقها إلى الزوال؟

في المستقبل القريب على الأقل ستبقى الهواتف الذكية، ولكن علينا أن نعرف أنها غير مصممة للمساحات الثلاثية الأبعاد، كما هو الحال في الميتافيرس، وهذا هو السبب في أن جميع شركات التكنولوجيا الكبرى تستثمر بكثافة في تقنيات الواقعين الافتراضي والمعزز، فالمستقبل لها بكل تأكيد، ويقول الخبراء إن السباق هو من أجل بناء تجارب ستجلب المعلومات إلى أمام وجهك، ولكن هذا يعني أيضا التركيز على تصنيع وإنتاج مجموعة جديدة من الأجهزة التي تختلف كثيرا عن الهواتف الذكية العادية التي نعرفها، وفي الحقيقة: من سيحتاج إلى الهواتف الذكية في المستقبل حين نبدأ بالعيش والتواصل والاتصال داخل الميتافيرس؟

وقال ساي "سنشهد في السنوات الخمس المقبلة سباق تسلح محموم بين شركات التكنولوجيا هدفه إنتاج أجهزة جديدة للوجه تختلف تماما عن الهواتف الذكية، وسيتعايش الواقعان الافتراضي والمعزز معا ليكمل كل منهما الآخر". وأضاف "في الفترة الزمنية القريبة ستصبح الخطوط أكثر ضبابية بين ماهية الواقع الافتراضي والميتافيرس.. إنه مشابه جدا للتناظر الواقع حاليا بين الكمبيوتر المحمول والاتصال بالإنترنت".

وعودة إلى سؤال الخصوصية الذي طرحناه في بداية هذا المقال، فإن البيئة الرقمية الغامرة التي سيخلقها الميتافيرس تبدو مثيرة ورائدة من نوعها، ولكن لها تحدياتها الخاصة أيضا، وبالذات في مجال الخصوصية، علما أن الإعلانات ستكون مصدرا أساسيا للدخل فيها.

وفي بيئة غامرة مثل هذه لا تتوقع أن يبقى لك أي خصوصية من أي نوع، فبيانات الواقع الافتراضي هي بيانات بييومترية، وسيتم تسجيل كل حركة للبشر داخل هذه البيئة، وهو الأمر الذي يشبه "الحصاد العالمي" لجميع الخصائص الشخصية والسلوكية للبشر، وهو ما سيجعل الناس عرضة لكثير من الجرائم الإلكترونية، أكثر بكثير مما هو موجود حاليا، هو عالم جديد ومثير قادم، وهو أيضا عالم عار تماما بلا حتى ظل لورقة توت.

اضف تعليق